تتمة المصابيح

علي بن بلال d. 450 AH
144

تتمة المصابيح

تتمة المصابيح

اصناف

وسمعت أيضا أنه حين دخل آمل كان خفه عند الإسكاف فلاحه الإسكاف، وجفاه، فأخذ خفا من «خفافه» وقت خروجه، ورفع العارضة بيده من الإسطوانه، «وجعل بعض الخف تحت العارضة» وبعضه معلقا، ففقد الإسكاف الخف، وظن أنه سرق، وتعلق بإنسان.

قال يحيى: لا عليك خفك تحت العارضة، فنظروا فتعجبوا، فسألوه الإخراج له فرفع يده وأخرج الخف، فبلغ صاحب السلطان شجاعة أعرابي فتعلق به، وقال: إن لك لشأنا، وما أنت إلا رجل ممن يحذر السلطان جانبه، فسأله يحيى الإفراج عنه، فأبى وقال له: أرني من شجاعتك شيئا.

فقال: هل يحضر في الحال شيء يمكن لي أن أريك؟

فقال: ليس معي إلا دنانير عتق، فأخذ بعض الدنانير فقطعه ببنانه قطعا، فأفرج الرجل عنه.

وسمعت أنه كان يخرج في المفازة على نجيب فجاءه أعرابي ليسلب منه شيئا، فدافعه فأبى، فأخذ بيده شيئا، وقال: تعال وخذ هذه الدنانير، فقال: ألقها إلي، فقال: تعال وخذها، فذهب الرجل فأخذ بيده الأخرى وغدا مع الإبل، فأداره حتى قطعه قطعة قطعة.

[بعض أخباره من سيرته للعباسي]

قال أبو الحسن علي بن بلال جملة من أخبار الهادي إلى الحق المنتخبة من كتاب (السيرة) التي جمعها علي بن محمد بن عبيد الله العباسي، وكان عليه السلام يسكن الفرع من أرض الحجاز مع أبيه وأعمامه وبني عمه مقبلا على العلم والدرس، مواظبا على النظر في الفقه، مثابرا على عبادة ربه.

صفحہ 514