تعالى ﴿وما هو على الغيب بظنين﴾ على قراءة من قرأ بالظاء، أي بمتهم، والقيظ: وقت الحر، والشظية من عصا وغيرها، والمواظبة، والانعاظ معروف، والظمخ: الذي يدبغ به، والنظافة، واللحظ، والحظوة، وفلان نظيرك، أي مثلك، وأمر فظيع ومفظع، فأما معضل فبالضاد. وبنو قريظة حي من اليهود، بالظاء، وبنو النضير بالضاد، والوظيف بالظاء، والرضف الذي يرمى به بالضاد، وما كان من العظ بغير جارحة فهو بالظاء، نحو عظ الزمان، وعظ الحرب، قال الشاعر:
وعظ زمان يا بن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحتا أو مجلف
وما كان بجارحة فهو بالضاد، نحو عض الكلب والإنسان وغيرهما.
واختلف أهل اللغة في حرفين وهما: الضلع الذي هو العرج الخفيف، وقولهم فاظت نفسه، فأما إذا قالوا: فاظ الرجل ولم يذكروا النفس فلا خلاف فيه، إنه بالظاء.
فهذه أيدك الله جملة مختصرة، إذا أنت عرفتها ورددت إليها ما اشتق منها، كالظهارة من الظهور، وحظيرة الشوك من المحتظر، والظعائن من الظعن، وما أشبه ذلك، وعلمت أن كل ما عداها مما يكثر استعماله فهو بالضاد، كنت قد نهضت من العلم بحمل أعجز الحامل له، على خفته، وحللت من التخصص محلا أعوز السامين له، على قربه، وأحييت ما أماته الناس، على شدة حاجتهم إليه، فقد قال أهل العلم: لا تجوز الصلاة خلف من يبدل الضاد ظاء في فاتحة الكتاب، ولا صلاته هو إذا وجد من يأتم به فتركه وصلى وحده، وسترى ذلك مستوعبا في باب غلط قراء القرآن إن شاء الله.
1 / 68