34

لوٹس کا اثر

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

اصناف

أجاب بهدوء: «حين أتيت إلى هنا في الصباح كانت الغرفة مفتوحة.» أومأت فاندا استسلاما لا امتنانا ثم انسحبت، حاولت أن تهدئ من روعها بفكرة أنه ربما وجدها أحدهم اليوم باكرا، ثم سلمها في السكرتارية. وتمنت فقط ألا يكون هذا الشخص هو يوهانيس.

وحين فتحت غرفتها، دق الهاتف. كانت السيدة بونتي على الخط تشتكي أنها وحدها اليوم، وأن هذا هو فعلا ثالث صحفي يتصل بها بسبب الانفجار. فالرئيس وميشائيل في الطريق، وأستريد لم تتمكن من الاتصال بها، يوهانيس في وحدة تجارب الحيوان، والأستاذ الدكتور فايلاند أخذ اليوم إجازة. «الأستاذ الدكتور فايلاند!» فكرت فاندا ورفعت حاجبيها باندهاش، لقد كان توماس بالفعل يعرف كيف يتعامل مع السكرتيرات. «أي انفجار؟» ألقت عليها فاندا هذا السؤال في سخط، فهي لم تكن تحب أن يهجم عليها زملاؤها في الصباح على هذا النحو.

أجابتها السيدة بونتي باندهاش: «ذاك الانفجار الذي وقع في الصين. شركة ما إيطالية تصنع هناك جزيئات نانو، ثم فجأة، بووووم، انفجر مفاعل أو مرجل، لا أعرف ماذا يسمون الأواني التي يطبخون فيها، انفجر في الهواء. لقد ورد الأمر في نشرة الأخبار، ألا تشاهدين؟»

نظرت فاندا للدوارة الخشبية على مكتبها والتي كانت في ذات المكان الذي تركتها فيه بالأمس . إن أخف خبطة للطاولة كفيلة بتحريكها من مكانها، وبهذا تعرف فاندا في الصباح التالي إن كانت يدان غريبتان قد عبثتا هنا بحثا عن شيء ما. لقد خطرت هذه الطريقة على بالها حينما فاجأت رئيسها في مكتبها في صباح أحد أيام الأحد، وقد تحجج بأن رائحة حريق تنبعث من الغرفة، وأنه كان يفحص الغرفة حفاظا على السلامة. كان رأسه يقدح مثل عمود تسخين مياه موضوع في كوب فارغ. طالما ظل المكتب الآخر في غرفتها شاغرا، ستظل متمسكة بهذه الطريقة لأخذ الحيطة.

ثم سمعت السيدة بونتي لا تزال تتكلم: «هذه الضجة من الصحافة المحلية»، فخطر على بال فاندا أن تسألها عن ذاكرة اليو إس بي، لكن السكرتيرة لم تترك لها أي مجال للحديث، إذ استكملت: «إنه رئيس القسم في الجريدة. بروفيسور شتورم لا يحب ألا يخبره أحد بالمستجدات، وهذا أمر تستطيعينه أحسن مني بكثير.» تنهدت فاندا، السيدة بونتي تستطيع أن تتبرم بغرابة حقا.

سجلت فاندا علامة نجيمة على تقويم المكتب، ثم كتبت «مجاملة من ب» كانت بونتشين - كما يسمونها سرا - تمتلك حسا يقظا في التفرقة الطبقية بين الناس، وكانت تعبد الرئيس. لم تكن فاندا على قائمة شخصياتها المفضلة، فوراء نظراتها التي يطل منها الاحتقار كانت تشعر بشحوبها مثل سبة في جبينها. فكرت فاندا بسرعة إن كانت الفرصة سانحة لتجميع بعض النقاط لصالحها. «إن كنت تريدين أن أخلصك من ضغط رئيس القسم الصحفي عليك، فلا بد إذن أن تزوديني بالمعلومات.» وعلقت السماعة بين ذقنها وكتفها، وشغلت جهاز الكمبيوتر.

قالت السكرتيرة بحماس: «يرجح الناس أن مسحوق النانو اشتعل من تلقاء نفسه.» يبدو أن إمكانية التخلص من هذه المهمة جعلتها في غاية التحفز، «كان هنالك ما يقرب من مائة عامل واقفين بالقرب من مكان الانفجار، فلفتهم لبرهة قصيرة سحابة من الغبار. كما يوجد عدة إصابات حرجة وحالات حرق متأخرة، تقريبا كلهم تعرضوا لهذه الذرات الدقيقة من الغبار.» «هل تعرفين بأي مواد؟» طلب الكمبيوتر كلمة المرور الخاصة بفاندا، فكتبتها على لوحة المفاتيح وأكدت تسجيل الدخول.

أجابت بونتي: «ليس لدي فكرة»، في نفس اللحظة ظهرت الكتابة المألوفة على الشاشة. «صباح الخير يا فاندا، كيف حالك؟» نظرت بافتتان إلى الأحرف البيضاء التي تضيء الآن على شاشة جهاز الكمبيوتر، كانت قد تعودت أنه دائما ما يحييها فور أن يتم تشغيله. كانت فاندا قد أحضرت هذا البرنامج التفاعلي معها من الولايات المتحدة وحملته على جهازها، وكان به حتى خيار اللغة الألمانية. كانت لعبة طريفة للحظات التي تنتظر فيها نهاية فترة حضانة الخلايا، أو حين تريد ببساطة أن تجدد من أفكارها. وكان يضايقها قليلا أن طقس التحية هذا بدأت تزداد أهميته عندها باطراد. «هل ما زلت معي؟» كانت بونتي لا تزال في انتظار إجابة.

أحست فاندا أن هذه الفرصة مليئة بالمخاطر؛ فهي لم تكن تعرف إلا أقل القليل عن خلفيات هذا الحادث، علاوة على هذا لم تكن بها رغبة أن تظل هكذا تحمي ظهر شتورم، وتقوم بواجبات المفترض أن ينجزها هو. على رئيس القسم بالجريدة أن يتصل بشتورم على هاتفه المحمول. «أنا لست متخصصة في هذا المجال»، قالت فاندا ولاحظت أن صوتها يغمغم قليلا، ولهذا شرعت في بسط بعض الإيضاحات المخففة حتى سمعت فجأة همهمة من سماعة الهاتف. كان واضحا أن المتحدث رجل.

الفصل الثالث عشر

نامعلوم صفحہ