25

لوٹس کا اثر

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

اصناف

زمجرت فاندا معترضة: «هذا محض هراء، سأتحدث معه.» «كلا، اتركي المسألة كما هي»، ولوهلة بدت صديقتها وكأنها استفاقت من الخدر الذي ألم بها. «وماذا سنخسر؟ لو تحدثت معه فلن نزيد الأمور سوءا.»

مرت برهة قبل أن تتحدث زابينة، ثم أخيرا تحدثت بصوت رفيع: «أشعر بالخجل ... أخجل من غبائي.»

أخذت فاندا القلم الحبر من يدها بحرص شديد، ثم وضعت ذراعها على كتف زابينة، أسندت ذقنها إلى رأسها وبدت وكأنها تهدهدها برقة. «إن كنت أنت غبية، فأنا أكبر حمقاء. وأقولها لك: ستسوء أحوالنا أكثر إن لم نتبين الأمور الآن.»

الفصل السابع

كلمة المرور

ظل الضباب جاثما في وقت ما بعد الظهيرة على منحدرات اللان، وكأنه علق في أغصان الأشجار. جلست فاندا إلى مكتبها ونظرت إلى كتل البخار المتكاثفة. كانت فاتحة اللون لدرجة اضطرتها لإغلاق عينيها، فما إن فعلت ذلك حتى ظهرت أمامها صورة زابينة بوجهها الحائر.

كانت قد نصحتها قائلة: «اتصلي بفولفجانج ، ودعيه يقلك إلى المنزل.» ماذا تريد من هنا بعد؟ لقد ألقت روح شتورم الباردة عليه طبقة سميكة صعب على الدموع اختراقها، وللأسف كانت تلك الطبقة من مادة تحوي فتحات تهوية، وإلا لكان اختنق من قسوة قلبه منذ مدة طويلة. عملت زابينة ميرتينز باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه منذ عامين في هذا القسم تحت قيادة الرئيس مباشرة. كانت موجودة سلفا قبل أن تبدأ فاندا في العمل هنا قبل ستة أشهر، وقد استلطفت كل منهما الأخرى على الفور. «سأقودك إلى الطريق.» قالتها لها زابينة وأخذتا تنزلقان بلا بوصلة بين ممرات قبيحة، وطرق جانبية مظلمة، محاولة بلا جدوى مع ذلك بكل صبر أن توضح لها اتجاهات هذه المتاهة المصنوعة من الزجاج، والمواد الصناعية، والأسمنت.

حين دلفتا إلى الردهة المفضية إلى حظائر الحيوانات أوضحت لها زابينة كما يفعل المختصون: «كان هذا هو المبنى العام، أما هنا فيبدأ القسم المغلق. لكن لا تخافي، كل من بالداخل ألطف جدا ممن بالخارج. لو احتجت إلي في أمر، فحاولي أولا أن تجديني هنا.»

في الواقع لقد كان المفترض أن تقوم أستريد بهذه المهمة، مهمة تعريف فاندا بعملها الجديد؛ لأنها هي أقدم الموجودين في هذه المجموعة، إلا أن هذه الزنبورة المصابة بجنون العظمة، والتي تتشمم المنافسة في كل شيء، كانت شديدة الحرص على تأمين وظيفتها التي تدر ذهبا. لقد تمكنت بالفعل من جعل الرئيس يرقيها إلى درجة الأستاذية قبل ميشائيل، تلميذه المطيع.

على الأقل كان ذلك هو الوضع آنذاك، لكن سرعان ما بدأت الريح تهب من اتجاه مغاير.

نامعلوم صفحہ