الفصل الحادى عشر فى ضروب تشمير العين الفصل الحادى عشر فى ضروب تشمير العين اذا نبت فى جفن العين اشفار زائدة على غير المجرى الطبيعى تحت الأشفار الطبيعية وأزمنت فإنها تضر بالعين وتحدث ضروبا من الأمراض كالدمع الدائم واسترخاء الأجفان والبياض والغلظ حتى يكون ذلك سببا لبطلان العين، وتشمير العين على أربعة أوجه إما بالكى بالنار وإما بالدواء الحاد على ما تقدم فى باب الكى وإما أن يكون التشمير بالقطع والخياطة او بالقصب على ما أنا ذاكره، ينبغى أن تجعل رأس العليل فى حجرك ثم تقلب جفن العين بيدك اليسرى فإن انقلب وإلا فأدخل ابرة فيها خيط من أسفل الجفن وتنفذ الإبرة بالخيط من فوق ويكون ذلك قرب الشعر نفسه وتجذب الخيط الى فوق بالجفن وتقلبه بالمرود ثم تشق فى باطن الجفن دون الشعر الزائد بالمبضع النشل من المأق الأكبر الى المأق الأصغر ثم تسل الخيط وتضع تحت الجفن رفادة صغيرة من قطن او خرقة ثم تعلم على الجفن بالمداد مثل شكل ورقة الآس الا أنه ينبغى أن يكون الشكل على قدر ما تريد من رفع الجفن لأنه قد يختلف فى ذلك الناس فمنهم من يحتاج الى أن تقطع من الجفن قدرا صالحا على قدر ما استرخى الجفن ومنهم من يحتاج الى قطع أقل كل ذلك على قدر استرخاء الجفن، ثم تشق بالمبضع على الخطين اللذين علمت وتبدأ من المأق الأكبر الى المأق الأصغر ويكون الشق الواحد بالقرب من الشعر الطبيعى بمثل غلظ المرود ثم تدخل الصنارة فى أحد زاويتى الجلد ثم تسلخه كله ثم تجمع بالخياطة الشفتين بإبرة وخيط صوف رقيق وتمسح الدم وتلصق ما فضل من الخيوط على الحاجبين ببعض الأشياء المتدبقة إن شئت أن تفعل ذلك وإلا فما تبالى، ثم تبقى الخياطة والخيوط الى نحو ثلاثة أيام او أربعة ثم تعالجه، وإن شئت تركت الجرح من غير خياطة وتعالجه بما يجفف ويقبض فإن الجفن يرتفع عند ختم الجرح واجتماعه والخياطة أفضل، فهذا الوجه من التشمير ذكرته الأوائل إلا أن فيه مؤونة على العليل وهو من جيد العمل ولا خطر فيه، ووجه آخر فى التشمير ايضا وهو أن تعلم على الجفن شكلا كشكل ورقة الآس كما وصفنا ثم ترفع الجفن بثلاث صنانير تكون مفترقة او مجموعة على هذه الصورة: ثم تقطع ما فضل من الجفن بمقص صغيرة على هذه الصورة قطعا باعتدال: فإن لم يمكنك حبس الصنانير ولم تستو لك فخذ إبرة فيها خيط وأدخلها فى وسط الشكل وأدخل خيطا آخر قرب المأق الأكبر وخيطا ثالثا قرب المأق الأصغر واجمع بين أصابعك الخيوط باعتدال ثم ارفع بها يدك رفعا معتدلا وارفع الجلدة المعلم عليها كلها كما وصفنا ثم اجمع شفتى الجرح بالخياطة وعالجه حتى يبرأ، فإن عرض ورم حار عند قطعك او شقك فسكن ذلك الورم بالقيروطى ونحوه من المراهم المسكنات، وقد يعرض للجفن الأسفل أيضا أن تنقلب أشفاره فينبغى أن تستعمل فيه ما ذكرنا من القطع والخياطة والتشمير بالنار وبالدواء الحاد < والتشمير بالنار او بالدواء الحاد> ابلغ وأخف على العليل من القطع والخياطة <والقطع والخياطة> فيهما أصنع، التشمير بالقصب يكون على هذه الصفة وهو أن تقلب الجفن وتشق الشق الذى من داخل على ما وصفت ثم تصنع قصبتين او خشبتين رقيقتين طولهما على طول الجفن وعرضهما أقل من عرض مبضع وقد قرضت فى أطرافهما من كلتى الجهتين حيث تتمسك الخيوط ثم تجمعهما بلطف على ما فضل من جفن العين وتشد القصبتين من كلتى الجهتين شدا وثيقا وتتركه أياما فإن الجلدة المشدودة تموت وتسود وتعفن حتى تسقط من ذاتها فإن أبطأت فاقرضها بالمقراض ثم تعالجه حتى يبرأ، فإذا التحم ارتفع الجفن ولم تنخس الأشفار العين، وهذه صورة القصبتين تصنعها على هذا الشكل وهذا المقدار فى الطول والعرض بعينه:

صفحہ 219