204

کتاب التصریف لمن عجز عن التألیف

كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف

الفصل الثمانون فى علاج النواصير التى تحدث فى الأسفل الفصل الثمانون فى علاج النواصير التى تحدث فى الأسفل النواصير التى تحدث فى الأسفل هو تعقد وغلظ يحدث بقرب المقعدة من خارج او فى الفضاء من أحد الجهات ويكون الناصور واحدا او أكثر، فإذا أزمن ذلك التعقد انفتح وجرى منه رطوبة مائية بيضاء او قيح رقيق وقد تكون من هذه النواصير منفوذة الى المبعر وإلى المعاء وتكون غير منفوذة فالمنفوذة قد تعرف بما يخرج منها من البراز والريح عند استعمال العليل التبرز وربما خرج منها الدود، وقد تكون منها نواصير اذا كانت فى الفضاء منفوذة الى المثانة وإلى مجرى القضيب وقد تكون منها منفوذة الى مفصل الفخذ وإلى عجز الذنب، وما يعرف به الناصور المنفوذ الى المقعدة أيضا من غير المنفوذ أن تدخل أصبعك السبابة فى المقعدة وتدخل مسبارا رقيقا فى الناصور من نحاس او حديد اذا لم يكن فى الناصور تعريج فإن كان فيه تعريج فأدخل فيه مسبارا من رصاص رقيقا او شعرة من شعرات الخيل حتى تحس بالمسبار او بالشعرة فى أصبعك، فإن لم تحس به البتة ولم يبرز من الثقب شىء من البراز ولا ريح ولا دود كما قلنا فاعلم أنه غير منفوذ فبادر الى العلاج، وإذا كان الناصور منفوذا الى المثانة او الى مجرى البول فدليله خروج البول منه وامتناعه من أن يلتحم الموضع بالأدوية، وأما إن كان منفوذا الى مفصل الفخذ او الى عجز الذنب فعلامته وصول المسبار الى هناك إن لم يكن فيه تعريج الى العظم ووجود الوجع فى نحو الجهة وخروج القيح منه دائما وأن لا ينجع فيه علاج ولا يلتحم بمرهم وهذه النواصير المنفوذة كلها فليس منها برء البتة وعلاجها عناء باطل لمن يتسور عليها من جهال الأطباء، وأما التى غير منفوذة وغير مزمنة فيرجى لها البرء بالحديد على ما أنا واصفه وما قد جربته، وهو أن تضجع العليل بين يديك على ظهره ويشيل ساقيه الى فوق وفخذاه مائلة الى بطنه ثم تدخل مسبار النحاس او الرصاص إن كان فى الناصور تعريج حتى تعلم حيث ينتهى المسبار فإن أحس به العليل نحو المقعدة فينبغى أن تدخل أصبعك السبابة فى المقعدة فإن أحسست فى أصبعك المسبار قد نفذ بنفسه مكشوفا من غير أن تحس بين أصبعك وبينه بصفاق او بلحم فحينئذ فاعلم يقينا أنه منفوذ فلا تتعب فيه فليس منه برء كما قلنا، وقد قالوا إنه يبرأ فى بعض الناس فى الندرة ومن العلاج الذى يرجى له النفع أن تحمى مكواة رقيقة على حسب سعة الناصور كما تقدم وتدخلها حامية فى الناصور حتى تبلغ نحو المقعدة ثم تعيدها مرتين او ثلاثا حتى تعلم أنه قد احترق جميع تلك اللحوم الزائدة المتلبدة التى تشبه أنبوبة ريش الطير ثم تعالجه بفتل مبلولة فى السمن حتى تخرج تلك اللحوم التى احترقت ثم تعالجه بالمراهم الملحمة فإن برئ وإلا فليس يبرأ بغيره من العلاج أبدا، وأما إن أدخلت المسبار فلم ينفذ الى أصبعك التى فى المقعدة وكان بينها وبين المسبار حجاب كثيف من لحم او من صفاق ورأيت الناصور فيما يلى سطح الجلد فشق حينئذ الجلد من أول الناصور وأنت تمر بالشق مع المسبار وهو فى الناصور حتى تبلغ بالشق حيث انتهى طرف المسبار ويتخلص المسبار ويسقط، ثم تنقى تلك اللحوم المتلبدة التى تشبه أنبوب ريش الطير ولا تبقى منه شيئا ثم تعالجه بالمراهم الملحمة حتى يبرأ، فإن غلبك الدم وحال بينك وبين عملك لقطعك تلك اللحوم فأفضل ما تصنع وأسرع منفعة كيها بالنار او بدواء حاد لأن الكى بالنار يجمع حالتين حسنتين حرق تلك اللحوم الزائدة وقطع الدم وتنشف الرطوبات ثم تعالجه بالفتل المبلولة فى السمن او الكبريت المسحوق بالزيت حتى يقيح الموضع وتخرج تلك اللحوم المحترقة فى القيح، ثم عالج حينئذ الجرح بالمراهم الملحمة المنبتة للحم الصلب وهى الأدوية التى فيها قبض وتنشف فإنه اذا انجبر فقد برئ ولا تحشى العودة، فإن كان الناصور قد انتهى الى عمق المقعدة وبعد عن سطح البدن فأدخل أصبعك فى المقعدة وفتش بها فإن أحسست بالمسبار وبينك وبينه حجاب من صفاق او لحم وكان قريبا من النفوذ فليس العمل فيه إلا على طريق الطمع والرجاء وذلك أن تستعمل فيه أحد ثلاثة أوجه إما أن تكويه كما قلنا وإما أن تشقه حتى تبلغ قعره لتستمكن بإدخال الفتل والعلاج من قرب ولا تتمادى بالشق لئلا تقطع العضلة المحيطة بالمقعدة فتحدث على العليل خروج البراز من غير إرادة ثم تعالجه بما ذكرنا فربما برئ كما قلنا وإما أن تنفذ ذلك الحجاب وتثقبه بعد أن تشقه الى قرب المقعدة كما قلنا إما بالمسبار وإما بآلة أخرى حادة الطرف ثم تنقى تلك اللحوم المتلبدة التى فى الشق كلها الى حيث استطعت باستقصاء ثم رم جبر الجرح كله مع الشق والفم الأعلى حتى ينختم وتبقى الناصور مفتوحا فى داخل المقعدة فيكون أخف على العليل، وقد يخرم الناصور على هذه الصفة وهو إذا أدخلت المسبار فى الناصور وكان فى جانب من المقعدة نحو سطح البدن مع الجلد وطوق المقعدة فخذ حينئذ مسبارا مثقوب الطرف كإبرة الإسكاف على هذه الصورة: وأدخل فيها خيطا مفتولا من خمسة خيوط او نحوها ثم أدخل المسبار بالخيط فى الناصور حتى يبلغ قعره، فإن كان منفوذا فى حاشية المقعدة من داخل بالقرب فأخرج الخيط من ذلك الثقب بأن تدخل أصبعك فى المقعدة وأخرج طرف الخيط واجمع الطرفين جميعا وشدهما واتركه يوما او يومين، فكلما قطع الخيط فى اللحم شددته شدا جيدا حتى تنقطع تلك اللحوم التى بين طرفى الخيوط وتسقط، ثم تعالج الجرح حتى يندمل ويبرأ، فإن لم يكن فم الناصور منفوذا فانفذه كيف ما يمكن لك إلا أن يكون فى العمق كثيرا فليس لك أن تفعل ذلك من أجل العضلة لئلا تقطعها، ثم اصنع به كما ذكرنا حتى يبرأ، صورة المبضع الشوكية التى تشق بها النواصير يكون التعقيف منه حادا جدا والجهة الأخرى غير حادة لئلا تقطع بها ما لا يحتاج اليه كما ترى:

صفحہ 511