وقال تعالى: {إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} (¬1) في قراءة من فتح اللام، وهما الحرميان، وأبو عمرو وابن عامر (¬2)، ف (مثل) صفة ل (حق) فهو مرفوع، وفتحة (¬3) لامه بناء؛ لأنه مضاف [33ب] إلى
(أنكم) على نعت خبر (أن). و(ما) زائدة (¬4).
وقال أبو قيس بن رفاعة (¬5):
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت حمامة في غصون ذات أو قال (¬6)
فبنى (غيرا) على الفتح، وهي هنا فاعلة لإضافتها إلى (أن نطقت). والتقدير: (لم يمنع الشرب إلا نطق حمامة). وقد اعترض على هذا بأن (أن والفعل) في تأويل مصدر، والمصدر اسم متمكن. ولا يبنى ما أضيف إليه، فلا تكون علة بنائهما إضافتهما إلى غير متمكن حينئذ. وأجيب بأنهما مصدران في التقدير لا في اللفظ، فاعتبر في البناء الملفوظ دون المقدر (¬7) (¬8). وقال تعالى: {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك} (¬9)، بفتح نون (دون)، وهي في موضع رفع بالابتداء. وقال تعالى: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} (¬10) [18أ] بفتح نون (بين)؛ لإضافتها إلى (ما)، وهو في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل. وقال أبو الفتح في الدمشقيات (¬11): قال أبو علي في قوله (¬12):
صفحہ 53