المبحث الخامس

عَمَل الباحث في التحقيق

انصبّ عملي في هذا المخطوط - والذي اقتطع من وقتي ساعات طويلة، على مدى سنوات عدّة، كانت في الواقع مبعثاً لغبطتي وسعادتي، وما مردّ ذلك إلَّا للفيوضات الروحية، والبركة التي أفاضها الله تعالى، والعناية الربانية التي تولّى بها الحقّ جلّ وعلا المصنف ومؤلفاته، فأسأل الله أن ينفعنا ببركته، وأن يتقبّل جهدنا - أقول: انصب جهدي في التحقيق على جانبين اثنين، أوضح كلاً منهما فيما يلي:

المطلب الأول: الناحية الشكليّة : وتتمثل في النقاط التالية:

أولاً: تبويب الكتاب: فهو يفتقر إلى هذا الجانب، وكان المصنف يضع عنواناً رئيسياً لكل مجموعة من الأبواب بصورة عشوائية فمثلاً: كان العنوان الرئيسي الأول كتاب الطهارة، والثاني: كتاب الزكاة إلى الحج، وكتاب البيوع إلى الوديعة ... وهكذا مع أن كل عنوان منها ينتظم أبواباً عديدة. فقمت بتقسيم الكتاب الواحد إلى أبواب، بعد أن قسّمت مجمل الكتاب إلى كتب وقد استفدت في ذلك من تبويب كتاب ((التنبيه)) وكتاب ((المهذب)) للشيخ أبي إسحاق الشيرازي.

ثانياً: نظراً لكون المسائل في الكتاب الواحد متفرقة، ومحدودة فقد قمت بإعطاء كل مسألة رقماً، حتى تسلسل الكتاب بكامله وفق أرقام انتظمته من بدايته إلى نهايته. وكنت أضع المسألة برقمها - بعد كتابة اسم