وهزبر هادر في غابةٍ ... (١) يردع اللامح عنه بالزود
فاغرٍ فاه فما يغلقه ... (٢) سائل الريق مشيحٍ ذي لبد
لا يرى منتقلًا من موضعٍ ... (٣) لا ولا مفترسًا سرب نقد
ريقه في حياة للورى ... (٤) والثرى من فيض جدواه ثئد
نووه يغنيك عن كل حيًا ... هل ترى أغزر عن نوء الأسد
فاض منه زاخر ملتطم ... هو بحر من لهاتيه يمد
فإذا هبت به ريح الصبا ... خلت في أعلاه وشيًا أو زرد
وإذا بت عليه في الدجى ... كنت للأفلاك فيه ممتهد
وكأن الأنجم الزهر به ... زهر بدد في أرض بدد - ١١٢ -
وقال أحمد بن دراج (٥)
فكأن ذاك الماء ذوب رخامها ... ورخامها متجسد من مائها - ١١٣ -
وقال عبادة
كأن أديم الماء در مذابه ... يصافح من خضر الرياض زمردا
_________
(١) الزؤد: الذعر والفزع.
(٢) المشيح: الحذر.
(٣) ص: يفد، والنقد: صغار الغنم.
(٤) ص تيد، والثرى الثئد: هو المبتل الندي.
(٥) لم يرد في ديوانه.
1 / 68