وكأنما ذات الخضاب وقد هوت ... (١) رامشنة رصدت من النوار
وكأنما الشعرى العبور وراءها ... ذهب تدحرج فهو كالدينار
وكأنما أشخاصها قد أفرغت ... (٢) في الماء ياقوتًا على بلار ٢؟ باب في انبلاج (٣) الصبح
- ٢٠ -
قال يوسف بن هارون (٤)
وكم ليلة قد جمعتنا وأدبرت ... تنوح على تفريقنا وتلهف
إلى أن بدا وجه الصبح كأنما ... (٥) تحمل لقمان وأقبل يوسف - ٢١ -
وقال المهند
وكأن وجه الفجر وسط سمائه ... من سود أردية الظلام أعاضها
خود ألم بها الأسى في أزرقٍ ... برزت فشقق حزنها فضفاضها
_________
(١) الرامشنة: ورقة آس لها رأسان.
(٢) البلار: أراه لغة في البلور ولم يثبته صاحب اللسان.
(٣) ص: إبلاج.
(٤) لعل البيتين من قصيدته " على كمدي تهمي السحاب وتذرف " وهي من قصائد السجن، انظر المطمح: ٧٣ والنفح ٤: ٣٩.
(٥) ذكر لقمان لطول العمر والسواد فشبه بذلك الليل، وذكر يوسف لجماله وقرن به طلوع الصبح؛ وهذا البيت في تشبيهات ابن أبي عون: ١٥ وقبله:
وليلة أنس قد أنرنا ظلامها ... بأنجم راح تستنير فترشف
1 / 33