كتابان أندلسيان آخران في التشبيهات:
لم تذكر المصادر؟ فيما توصل إليه إطلاعي؟ كتاب ابن الكتاني في التشبيهات ولكنها ذكرت كتابًا آخر " في التشبيهات من أشعار أهل الأندلس " لأبي الحسن علي بن محمد بن أبي الحسين الكاتب. فقد قال فيه الحميدي: " مشهور بالأدب والشعر وله كتاب في التشبيهات من أشعار أهل الأندلس، كان في الدولة العامرية وعاش أيام الفتنة " (١) وزاد ابن عبد الملك في التعريف به قوله " وكان أديبًا بليغًا مشاركًا في النحو حافظًا للغات ذاكرًا للآداب ... وتوفي قريبًا من الثلاثين وأربعمائة " وعد جماعة ممن أخذ عنهم.
ويتضح من هذه الأخبار عن ابن أبي الحسين أنه كان معاصرًا لابن الكتاني فهل توفر على الموضوع الواحد مؤلفان؟ وإذا كان ذلك فما مدى الصلة بين الكتابين؟
ينقل ابن الأبار في ثلاثة مواضع من كتابه " الحلة السيراء " عن كتاب ابن أبي الحسين ويسميه " الفرائد في اتشبيه من الأشعار الأندلسية " فيورد في الموضع الأول (٢) يتبين لمروان بن عبد الرحمن أبي عبد الملك الملقب بالطليق وهما يمثلان القطعة رقم ٣٩ في كتاب ابن الكتاني؛ ثم يورد في الموضع الثاني (٣) بيتين للب ابن عبيد الله فيوافقان القطعة ٧٩ في هذا الكتاب، أما القطعة الثالثة (٤) للمصحفي فإنها لم ترد في كتاب ابن الكتاني. وليس من المستغرب اتحاد الكتابين في إيراد مختارات متشابهة ما داما متعاصرين، ولكن لو سكتت المصادر سكوتًا تامًا عن كتاب ابن الكتاني، هل من الممكن؟ وفي النسخة التي بين أيدينا خلل؟ أن تفترض بأن الكتابين إنما هما كتاب واحد؟ استبعد هذا، خصوصًا إذا عرفنا أن ابن الكتاني قد أورد شعرًا لمن اسمه علي بن أبي الحسين، فإذا صح أنه هو صاحب " الفرائد " فنحن نملك كتابين في التشبيهات لا كتابًا واحدًا.
_________
(١) الجذوة: ٢٩٠ والذيل والتكملة ٥: ٣١٦ وبغية الملتمس رقم: ١١٩٣.
(٢) الحلة ١: ٢٢٤.
(٣) الحلة ١: ٢٣٢.
(٤) الحلة ١: ٢٦٠.
1 / 18