تشیع فی شاعری مصری
التشيع في الشعر المصري في عصر الأيوبيين والمماليك
اصناف
تأليف
محمد كامل حسين
لمحة عن التشيع في مصر إلى سقوط الدولة الفاطمية
في بحث لنا تتبعنا فكرة التشيع في مصر الإسلامية حتى دخل الفاطميون مصر سنة 357ه،
1
وتلخص هذه الفكرة: في أن أكثر مسلمي مصر في هذا العهد كانوا على مذهب أهل السنة والجماعة، وأن قليلا منهم كانوا يدينون بالتشيع، ولكن هؤلاء الشيعة من المصريين لم يشتركوا اشتراكا إيجابيا في حركات فرق الشيعة التي ظهرت في الأقطار الإسلامية الأخرى؛ إذ لم يذكر مؤرخو مصر شيئا عن صدى حركات الشيعة في مصر سوى حركة محمد النفس الزكية سنة 144ه، ولكن هذه الحركة سرعان ما خمد أوارها، ولم تظهر لها في مصر نتائج سياسية، أو مذهبية. ولم يكن للمصريين في هذا العصر رأي شيعي خاص بهم، ولم تظهر لهم فلسفة شيعية مثل هذه الفلسفات التي نراها عند فرق الشيعة في العراق وفارس والشام، إنما كان التشيع في مصر يكاد ينحصر في حب أهل البيت، وهذا رأي كثير من المسلمين غير المتطرفين، فعلماء أهل السنة في مصر وفي غير مصر كانوا يحبون أهل البيت، وعندنا الشافعي والنسائي المحدث وغيرهما دليل على ذلك، بل من العلماء من كان يفضل علي بن أبي طالب على الشيخين، وفي مصر كان محمد بن عبد الله بن عبد الحكم رئيس المدرسة المالكية وابن الحداد القاضي وغيرهما كانوا يفضلون عليا على أبي بكر وعمر.
2
ومع ذلك لم ينحرف هؤلاء الأعلام عن مذهب أهل السنة والجماعة.
وهكذا عاش المصريون بعيدين عن التيارات والمعتقدات الشيعية التي كثرت في غير مصر من البلدان، حتى ظهر عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية في بلاد المغرب سنة 296ه، وكانت دعوته دخلت مصر من قبل على أيدي بعض دعاته من أمثال فيروز، وأبي علي، وأبي جعفر بن نصر وغيرهم،
3
نامعلوم صفحہ