فأفرح أم صيرتني في شمالك
لئن ساءني أن نلتني بمساءة
لقد سرني أني خطرت ببالك
ولكن، هل معنى هذا أن كل محب صادق الحب يضاف إلى الصوفية؟
لا. فلو فعلنا ذلك لكان أكثر الشعراء من أرباب التصوف، وإنما نقصر هذا الوصف على من وقف قلبه عند هوى واحد، فالمجنون متصوف، والعباس بن الأحنف متصوف؛ لأن المجنون صورته القصة رجلا لا يعرف في الدنيا غير ليلاه، والعباس يشهد شعره بأنه وقف هواه على «فوز» وشارف حدود الفناء في الحب حين قال:
إذا لم يكن للمرء بد من الردى
فأكرم أسباب الردى سبب الحب
ولو أن خلقا كاتم الحب قلبه
لمت ولم يعلم بحبكمو قلبي
التصوف في الحب والمودة والولاء والسياسة
نامعلوم صفحہ