إن أصحابنا اليوم يجدون غاية الألم حيث لا يقدرون أن يرسلوا ما ينبغي أن يرسل عليه سبحانه كما أرسلت الأنبياء عليهم السلام،
8
وإنما منعهم أن يطلقوا عليه سبحانه ما أطلقت الكتب المنزلة والرسل عدم الإنصاف من السامعين من الفقهاء وأولي الأمر لما يسارعون إليه من تكفير من يأتي بمثل ما جاءت به الأنبياء عليهم السلام في جنب الله، ويتركون معنى قوله تعالى:
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ، كما قال له ربه عز وجل عند ذكر الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم:
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ، فأغلق الفقهاء هذا الباب من أجل المدعين الكاذبين في دعواهم، ونعم ما فعلوا، وما على الصادقين في هذا من ضرر؛ لأن العبارة والكلام عن مثل هذا هو ما هو ضربة لازب، وفيما ورد عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في ذلك كفاية لهم فيوردونها ويستريحون إليها من تعجب وفرح وضحك وتبشش ونزول ومعية ومحبة وشوق وما أشبه ذلك مما لو انفرد بالعبارة عنه الولي كفر وربما قتل، وأكثر علماء الرسوم عدموا علم ذلك ذوقا وشربا، فأنكروا مثل هذا من العارفين حسدا من عند أنفسهم.
وهذا الكلام قاله ابن عربي بعد أن شرح أطوار التجليات وانتهى إلى الموازنة بين من يقول:
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
نامعلوم صفحہ