تصوف اور امام شعرانی
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
اصناف
ومن عجب أن الدين الإسلامي - وهو الذي ابتعث البدو الأميين من صحاريهم ليكونوا هداة عالميين في ساحات العلم والحضارة، وما إلى العلم والحضارة، وقوادا فاتحين في ميادين الحرب والجهاد، وما إلى الحرب والجهاد - قد تحول في مصر في أواخر عهد المماليك، أو حوله أصحابه إلى مجموعة ضخمة هائلة من البدع والخرافات والأساطير الذليلة، إلى مجموعة ضخمة هائلة من الغموض والإبهام، والتحلل من الأخلاق، والتمرد على الآداب، والشعوذة السمجة الوقحة.
وتستر الدجالون والمشعوذون والمتحللون وراء التصوف يتخذونه شعارا ودثارا وحماية لهم، وباسم هذا التصوف الزائف ارتكبت أشنع الجرائم ضد الدين، ونهبت الأموال، وهتكت الأعراض، وهدمت الفرائض، وأهدرت الآداب.
وبعد أن كانت علة التصوف في عصور الارتفاع العلمي هي السبحات الفلسفية التي دست عليه، وتسربت إلى مجراه من الفلسفات العالمية المحيطة به، أصبحت علة التصوف هي تلك العامية المتحللة من الأخلاق، المتهالكة على الشهوات، المهدرة لكل المقدسات.
حتى رأينا من يخطب على المنابر عاريا، ويخطب في الناس قائلا: «السلطان ودمياط وباب اللوق وبين الصورين وجامع طولون والحمد لله رب العالمين.» فيحصل للناس بسط عظيم فيما يرويه رجال التاريخ.
1
ومن يقرأ ما يزعم أنه قرآن كريم مترنما على طريقة قراءة القرآن: «وما أنتم في تصديق هود بصادقين، ولقد أرسل الله لنا بالمؤتفكات يضربوننا ويأخذون أموالنا، وما لنا من ناصرين.»
2
ثم يعقب على ذلك قائلا: «اللهم اجعل ثواب ما قرأناه من الكلام العزيز في صحائف فلان وفلان.»
ويعقب الشعراني على ترجمته قائلا: «ولم أسمع أحدا ينكر عليه شيئا من حاله، بل يعدون رؤيته عيدا عندهم.»
وجاء الشعراني كما يجيء المطر للأرض المجدبة التي يريد الله أن يبعثها ويحييها لينفع بها عباده.
نامعلوم صفحہ