تصوف: روحانی انقلاب
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
اصناف
والآن نجمل النظريات التي قال بها الباحثون في نشأة التصوف في الإسلام فنقسمها إلى أربع:
أولا:
النظرية القائلة بأن التصوف تعبير عن الناحية الباطنية في الإسلام، وهذا هو ادعاء الصوفية أنفسهم؛ لأنهم يعتبرون أنفسهم ورثة الرسول؛ أي ورثة العلم الباطن. فالتصوف بهذا المعنى إدراك باطني لحقائق الشريعة المعبر عنها بلسان الظاهر، والباطنيون يأولون القرآن تأويلا خاصا لم يؤثر على النبي أنه فعله، كما لم يؤثر عنه أنه كان صوفيا بهذا المعنى ولا باطنيا.
ثانيا:
النظرية القائلة بأن التصوف رد فعل للعقل الآري ضد دين سام فرض عليه فرضا، ولهذه النظرية صورتان: (أ)
الصورة الهندية: والقائلون بها يرون أوجه الشبه بين بعض النظريات الصوفية في أرقى أشكالها وبين «الفيدانتا»، ولكنه شبه ظاهري لا حقيقي؛ لأن الفناء الصوفي الإسلامي - وهو أخص مظاهر التصوف - يختلف عن النرفانا الهندية.
ولا يوجد من الناحية التاريخية ما يؤيد أي اتصال بين المسلمين والهند قبل ظهور التصوف، ولم يكتب شيء بالعربية عن الهند قبل اكتماله، كما يدل على ذلك كتاب البيروني «تحقيق ما للهند من مقولة، مقبولة في العقل أو مرذولة» فإن هذا الكتاب الذي كان الأول من نوعه، ظهر بعد ظهور التصوف بزمن طويل، والبيروني من العلماء الثقات الذين عرفوا الهند ولغتها السنسكريتية وتاريخها وأدبها وفلسفتها.
ولكن هذا لا يعني أنه لم يكن لبعض الأفكار الهندية أثر في متأخري الصوفية كما أشار إلى ذلك فون كريمر في كتابه «تخطيطات في تاريخ الثقافة»
Kulturgeschichte Streifzüge . (ب)
والصورة الثانية هي الصورة الفارسية التي يدعي أصحابها أن التصوف الإسلامي نتاج فارسي في نشأته وتطوره، ولكنها أيضا دعوى لا تقوم على أساس من التاريخ.
نامعلوم صفحہ