تصوف: روحانی انقلاب
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
اصناف
وقد سبق شرح مثل هذا المعنى. (34)
وله أيضا وقد سئل عن التصوف فقال: «تمسك بظاهره ولا تسأل عن حقيقته وإلا أفسدته» (تذكرة).
أي يجب على الصوفي ألا يحاول أن يفسر أو يعلل أو يبحث عن حقيقة الحال التي هو عليها، وإلا أدى به ذلك إلى القول بنظريات باطلة كالحلول أو الاتحاد أو ما شاكلهما. (35)
وله أيضا: «الصوفية قائمون بالله لا يعلمهم إلا هو» (تذكرة).
قائمون بالله؛ أي متقومون به، تجري عليهم أحكامه ولا أحكام لهم، وهم لا يعلمون هذا من أنفسهم ويعلمه الله. (36)
وله أيضا: «التصوف تصوف القلوب حتى لا يعاودها ضعفها الذاتي، ومفارقة أخلاق الطبيعة، وإخماد صفات البشرية، ومجانبة دعاوى النفسانية ومنازلة صفات الروحانية، والتعلق بعلوم الحقيقة، والعمل بما هو خير، والنصح لجميع الأمة والإخلاص في مراعاة الحقيقة، واتباع النبي
صلى الله عليه وسلم » (التذكرة).
أي إن التصوف عمل من أعمال القلوب لا أعمال الجوارح، ولا هو بلبس المرقعة والجلوس على السجادات، وهو مخالفة النفس وإخماد صفات البشرية الذميمة فيها، والبعد عن ادعاء شيء من الأعمال أو الأحوال لها، و«منازلة صفات الروحانية» أي العمل الجدي الشاق على التخلق بالصفات الروحانية الطيبة، والتشبث ببواطن العلوم الدينية، مع الاتباع الدقيق لرسول الله
صلى الله عليه وسلم .
يروي الشعراني هذه العبارة مع اختلاف قليل في الألفاظ على لسان عبد الله بن خفيف الضبي المتوفى سنة 331. (الطبقات للشعراني، ج1، ص103). (37)
نامعلوم صفحہ