تصوف: روحانی انقلاب
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
اصناف
ومعناه أن التصوف إيثار محض وتضحية في سبيل الله بالنفس وما ملكت، وهذه هي الفتوة بمعناها الصوفي. (11)
وله أيضا: «الصوفي من صفا من الكدر، وامتلأ من الفكر، وانقطع إلى الله من البشر، واستوى عنده الذهب والمدر» (تذكرة، ج1، ص264).
أي الصوفي من صفت نفسه من كدورات البشرية فتحرر من ربقة الاستعباد المادي، وهو من شغل فكره وقلبه بالله وقطع علائقه بالناس، وزهد في القيم المادية في هذه الحياة. (12)
وله أيضا: «التصوف قلة الطعام، والسكون إلى الله والفرار من الناس» (تذكرة، ج1، ص264).
أي التصوف هو الحرمان من اللذات البدنية كالأكل ونحوه، والركون إلى الله بالاطمئنان إلى موعود قضائه والتسليم المطلق له، وعدم اشتغال القلب بمعاملة الناس إذا كان في هذا الاشتغال ما يقرب الصوفي من الناس ويبعده من ربه، وليس المراد الفرار من الناس مطلقا والعيش عيش الرهبانية فإن هذا المعنى لا وجود له في التصوف الإسلامي. (9) سمنون المحب (المتوفى سنة 297) (13)
سئل سمنون عن التصوف فقال: «ألا تملك شيئا ولا يملكك شيء» (القشيري، ص127)؛ أي إن التصوف هو ألا تدعي لنفسك شيئا ماديا أو معنويا وألا تكون مستعبدا لشيء مادي أو معنوي في هذه الحياة، وإنما العبودية الحقة هي لله وحده. (10) عمرو بن عثمان المكي (المتوفى سنة 291) (14)
سئل عمرو بن عثمان المكي عن التصوف فقال: «أن يكون العبد في كل وقت مشغولا بما هو أولى به في الوقت» (القشيري، ص127).
يقول الصوفي: «الصوفي ابن وقته.» ووقت الصوفي هو اللحظة التي يكون فيها مع الله على حال من الأحوال. فالصوفي الصادق هو الذي لا يشغله في وقته مع الله شاغل خارجي، أي يكون دائما مشغول القلب بالله وحده. (11) أبو الحسين النوري (المتوفى، سنة 295) (15) «الصوفي لا يملك ولا يملك» (الهجويري، ص37).
روى القشيري هذا التعريف على لسان سمنون المحب كما أسلفنا في رقم 13. (16)
وله أيضا: «الصوفية هم الذين صفت أرواحهم فصاروا في الصف الأول بين يدي الله» (الهجويري، ص37).
نامعلوم صفحہ