تصوف: روحانی انقلاب

ابو العلا عفیفی d. 1385 AH
176

تصوف: روحانی انقلاب

التصوف: الثورة الروحية في الإسلام

اصناف

ولي الذين آمنوا (قرآن، 2: 257)، و

ولي المؤمنين (قرآن، 3: 68)، و

ولي المتقين (قرآن، 45: 19)، وأنه

هو الولي وهو يحيي الموتى (قرآن، 42: 9)، وأنه

هو الولي الحميد (قرآن، 42: 28)، وقال تعالى مخاطبا المؤمنين:

ما لكم من دون الله من ولي ولا نصير (قرآن، 2: 107). كما وردت كلمة «أولياء» بالجمع للدلالة على عباد الله المقربين إليه المجاهدين في سبيله (قرآن، سورة يونس: 62).

وفي هذا كله لم تخرج الكلمتان عن معناهما اللغوي البسيط، ولكن هذا المعنى تطور تطورا عجيبا على أيدي المفسرين من أهل السنة والشيعة والصوفية، وكان أكثر تطوره في البيئات الشيعية ثم الصوفية؛ لأن الصوفية يدينون للشيعة بمعظم ما قالوه في الولاية والأولياء.

وإذا عرفنا أن حركة التشيع في جوهرها حركة سياسية أولا دينية ثانيا - على الرغم من أنها تركزت طول الوقت حول فكرة تقديس آل البيت - أدركنا أن المعاني الجديدة التي أدخلت إلى مفهوم الولاية عندهم كانت معاني سياسية. فالقول بأن من شرط الولي أن يكون «محفوظا» كما أن من شرط النبي أن يكون «معصوما»

1

يرجع من غير شك إلى فكرتهم عن الإمام والإمامة وقصرهم الولاية على الأئمة لأغراض سياسية، والقول بأن الولاية ميراث نبوي انتقل من النبي إلى علي ثم إلى خلفه، قول شيعي وضع ليخدم غرضا سياسيا هو قصر الولاية على الأئمة من آل البيت، وكذلك القول بأن الكرامات وخوارق العادات للأئمة وحدهم.

نامعلوم صفحہ