تصوف: روحانی انقلاب
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
اصناف
تدل على أنه الواحد
والبيتان كما ترى صريحان في استغراق المحب في محبوبه وفنائه فيه، ذلك الفناء الذي تنمحي فيه التفرقة ويبقى فيه الجمع المعبر عنه بقوله:
وكنا حيثما كانوا
وكانوا حيثما كنا
فهنا نجد التوحيد قد تغير معناه تماما بما أضفى عليه الجنيد من صبغة صوفية، فأصبح يرادف الاتحاد أو «وحدة الشهود».
وإذا كان الجنيد أول صوفي أبرز في آية الميثاق كل المعاني الصوفية التي أشرنا إليها، وبنى عليها نظريته في «توحيد الخواص»، فإنه لم يكن آخر من تكلم في هذه المعاني، لأننا نجد صدى لجميع أقواله في شعر ابن الفارض المتوفى سنة 632.
يشير ابن الفارض إلى حب النفس لله وهي لم تزل بعد في عالم الذر قبل وجودها في النشأة الإنسانية فيقول:
وهمت بها في عالم الذر حيث لا
ظهور وكانت نشوتي قبل نشأتي
منحت ولاها يوم لا يوم قبل أن
نامعلوم صفحہ