أريد أن أعبث يا سادة بهذا الرجل المخمور، ما رأيكم لو نقلناه إلى فراش وثير مغطى بالخز والحرير، ووضعنا في أصابعه خواتيم وأعددنا بجوار سريره مائدة عليها أطيب الألوان، وجعلنا في خدمته حين يستيقظ فئة من الخدم في أبهى حلل، ألا ينسى هذا الصعلوك حينئذ حقيقة حاله؟
الصياد الأول :
لعمرك يا مولاي، ما إن له غير ذلك.
الصياد الثاني :
سيلوح الأمر لناظريه عجبا ساعة يفيق.
اللورد :
سيجده حلما خادعا أو وهما فارغا. احملوه إذن وأحسنوا اللعب، انقلوه برفق إلى أجمل غرفة في قصري وعلقوا على جدرانها جميع ما لدي من الصور المغرية، وعطروا رأسه القذر بماء ساخن عطر، واحرقوا في الغرفة أطيب الأعواد ليطيب مقامه، وأعدوا له حين يفيق فرقة موسيقية تسمعه ألطف الألحان وأسحرها. وإذا اتفق أن تكلم فسارعوا إليه وقولوا له في تجلة وخضوع: بماذا يأمر مولانا؟ وليقم بين يديه واحد منكم يحمل طستا من الفضة مليء بماء الورد وقد نثرت عليه الأزهار، وليحمل آخر الإبريق وآخر منشفة، وقولوا له: هل يريد مولانا أن تبترد راحتاه؟ وليكن واحد منكم قد أعد له ملبسا ثمينا فيسائله: أي حلة يريد مولاي لبسها؟ ويكلمه آخر عن كلاب صيده وعن جياده، وأن السيدة زوجه لا يفارقها الأسى لمرضه. أقنعوه أنه كان به مس من الجنون، فإذا أصر على تقرير حقيقة حاله فقولوا له إن ذلك وهم؛ إذ الواقع أنه سيد من عظماء السادة. هكذا تفعلون أيها السادة، وعليكم أن تراعوا شاكلة الأمر متقنين، فإذا عرفتم أن تدبروا الأمر وتحسنوه، فسيكون لنا منه لهو يفوق كل وصف.
الصياد الأول :
مولاي، أضمن لك قيامنا بأدوارنا حتى لا ندع له سبيلا إلا أن يعتقد، لما يراه من حسن أدائنا، أنه ليس إلا لوردا عظيما.
اللورد :
نامعلوم صفحہ