ترجمان شعب الإيمان

سراج الدين البلقيني d. 805 AH

ترجمان شعب الإيمان

ترجمان شعب الإيمان

تحقیق کنندہ

د. سعود بن عبد العزيز الدعجان

ناشر

دار العلوم والحكم

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1424 هـ / 2004 م

پبلشر کا مقام

دمشق / سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر ولا تعسر يا كريم

الله أحمد لا إله إلا هو الكريم المنان ، وأشكره فهو الذي هدانا | برحمته للإيمان ومنحنا من فضله الإسلام والإحسان ، وحبب إلينا الصفات | الكاملة والطاعة والعرفان ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، وأكمل لنا | ديننا وبينه أكمل بيان على لسان أكمل الخلق سيدنا محمد المنتخب من ولد | عدنان ، الذي بعثه الله للعالمين بدين الهدى وأنزل عليه الكتاب والسنة | للتبيان ، صلى الله عليه صلاة وسلاما يتكرران تعاقب الزمان ، وعلى آله | وصحبه ومن تبعهم فسلك طريق السلامة والأمان .

أما بعد : فهذا ترجمان شعب الإيمان ظهر لي من فتح ربنا العظيم | وفضله العميم أدرته على جواب النبي الخليل بسؤال الأمين جبريل عليهما | أفضل الصلاة والتسليم وأعظم البركات والتكريم ، المشتمل على بيان | الإسلام والإيمان والإحسان ، الذي حمل به التمام فذلك كله جملة الدين | لكل واحد منها فلب الخصال التي سنذكر ونبين ولنبدأ بذكر الشعب سردا | ليحفظها ويعمل بها من صحح ذلك قصدا فنقول :

أما الثلث المتعلق بإيمان القلب فهو ثلاث وعشرون هي : |

صفحہ 62

أن تؤمن بالله ذاته وصفاته وملائكته ، وكتبه وما اتصل بنا تفصيله | وبجملة القرآن وتفصيله أنه كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد [ & ] | الذي أعجز الإنس والجن أن يأتوا بسورة من مثله ، وأنه هذا المتلو | المتواتر ، وأن نؤمن برسل الله وأنبيائه ، وبأن الرسول المبعوث إليه وإلى | | العالمين سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين ، وأن سيدنا محمد [ & ] | خاتم الأنبياء والمرسلين الذي يلزمنا ويلزم جميع من تبلغه شريعته من | جميع العالمين اتباعه ، ونؤمن بسنته وبجملة شريعته وما بلغه من | تفصيلها . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | ونؤمن بالقدر كله خيره وشره ، وبفناء الدنيا وهو مقتضي اليوم الآخر | على ما جزم به الحليمي ، والأظهر أن اليوم الآخر والدار الآخرة بمعنى | واحد ، وبالبرزخ فحمل عليه اللقاء على قول وبأحوال البرزخ من سؤال | | الملكين وجواب الميت ، ونعيم القبر وعذابه ، وبالبعث الآخر ، | وبالحساب ، وبالميزان ، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | والصراط . . .

صفحہ 66

والحوض ، والشفاعة ، ونظر المؤمنين إلى الله ، والجنة ، | | والنار ، وما ثبت من المغيبات من قصص الجن ونحو ذلك فهذه ثلاث | | وعشرون على تقدير أن يكون الإيمان بصفات الله شعبة ثابتة وأن يكون | الإيمان بالبرزخ وأحواله واحدة وأن يكون الإيمان بالحساب شعبة غير | الإيمان فإن ضممت اثنتين ، مما ذكر إلى ما يلائمها فالشعب إحدى | وعشرون وإن لم تضف شيئا من ذلك وجعلت الإيمان بالبرزخ وأحواله | اثنتين وأضفت إلى ذلك المعرفة واليقين لأنك تعرف فتؤمن وتتيقن كانت | الجملة ستا وعشرين وإذا جعلت المعرفة واليقين واحدا كانت خمسا | وعشرين ويظهر أثر ذلك في الجمل كما سيأتي والأقرب أن المعرفة واليقين | من قسم الإحسان المشار إليه بقوله [ & ] : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم | تكن تراه فإنه يراك ' .

فإن ذلك فيه الإشارة إلى المعرفة واليقين ، وأما كراهة الكفر والفسوق | والعصيان وإنكار ما يلقيه الشيطان من العظائم للإنسان بالوسوسة فذلك من | قسم الإحسان ، وأما الكفر فما عبد من دون الله فهو مستلزم للإيمان بالله | وحده فلذلك لم يعد من الشعب .

وأما الثلث المتعلق بالأعمال الظاهرة فثلاث وعشرون .

الأولى : الشهادة لله تعالى بأنه لا إله إلا هو وإذا انضم أعلى شعب | الإيمان وهو الإيمان بالله إلى أعلى ما يظهر من الأعمال كان أعلى الشعب | لا إله إلا الله . وكذا صح عن النبي [ & ] .

صفحہ 69

الثانية : الشهادة نطقا للنبي [ & ] بالرسالة العامة ، وهاتان الشعبتان | | لا بد من النطق بهما لمن يمكنه النطق ، وبهما يحصل الإسلام ظاهرا وهما | الركن الأعظم من أركان الإسلام الخمس ، وهما مع الذي تقدم من المعتبر في | الإيمان يحصل الإسلام النافع والإيمان النافع ، ونطلق على من وجد ذلك منه | مؤمنا مسلما حيث لم يخل بتعظيم ما يعتبر تعظيمه في صحة الإيمان | والإسلام فإذا أتى بكل الأعمال فهو المؤمن الكامل والمسلم الكامل .

ومن الشعب الظاهرة :

[ الثالثة ] : الطهارة الصغرى . |

صفحہ 70

[ الرابعة ] : والطهارة الكبرى ، ويتفرع من هاتين الشعبتين الكلام على | ما يتطهر به وآنيته وبدله عند الفقد وكيف يفعل عند عدم الكل | والأسباب الموجبة للطهارتين المذكورتين وينجر إلى الطهارة عن النجاسة | والكلام عليها وطهارة البدن والثوب والموضع والاستنجاء وإزالة الأوساخ | وذكر الطهارات المسنونة .

صفحہ 71

الخامسة : الصلاة وهي الخمس التي هي أحد أركان الإسلام ومنها | الجمعة وينجر ذلك إلى الجماعة وإظهارها في المساجد ثم يتفرع من هذه | | الشعبة الصلوات المشروعة كلها حتى المنذورة والجنازة واتباعها وقيام شهر | رمضان ، وقيام ليلة القدر ، والرواتب وقيام الليل ولها شعائر وسمات | وشرائط وأحوال معروفة في الفقه عقد لها كتاب الصلاة وتحته أبواب إلى | الزكاة ومن ذلك صلاة العيدين والخسوفين والاستسقاء .

السادسة : الزكاة ، وأبوابها معروفة ونصبها مبينة في السنة الصحيحة | ويتفرع منها زكاة الفطر ومن تمام هذه الشعبة صرفا إلى مستحقها على | الوجه المطلوب شرعا وذلك معروف في قسم الصدقات ونحو ذلك إلى | صدقة التطوع .

صفحہ 72

السابعة : صيام شهر رمضان ويتفرع من ذلك قضاؤه وما وجب من | | الصيام بسبب فدية أو كفارة أو نذر وينجر إلى صوم التطوع ، وعد الحليمي | الاعتكاف شعبة مستقلة وفيه نظر فلتذكر في شعبة الصوم لأن غالب | اعتكاف النبي [ & ] كان في شهر رمضان ولازم الاعتكاف في العشر الأخير | منه حتى توفاه الله عز وجل .

الثامنة : حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .

التاسعة : الاعتمار ، ويتفرع من هاتين الشعبتين إحياء الكعبة . | والزيارة والطواف وغيرهما وينجر الكلام إلى التطوع . بذلك والهدي | والقلائد .

العاشرة : الجهاد . |

صفحہ 73

الحادية عشرة : المرابطة ، ويتفرع منها إعداد الأسلحة والكيد وتعلم | الرمي والحرب والمسابقة والمناضلة والثبات للعدو وعند الالتقاء مع الذي | يتعلق بذلك .

الثانية عشرة : أداء خمس المغنم ، ويتفرع منها الفيء والغنائم | فحقوق ذلك كله . |

صفحہ 74

الثالثة عشرة : أداء حقوق الله تعالى من كفارة . . . . . . . . . . . . . . . . | | ونذر ونحوهما ويتفرع من ذلك إقامة الشعائر بذبح الأضاحي والعقيقة | ونحو ذلك .

صفحہ 76

الرابعة عشرة : الهجرة ، ويتفرع من ذلك هجر الفواحش كلها ما | | ظهر منها وما بطن ويتناول ذلك النفوس والجناية عليها ، ويدخل في الجناية | الأطراف والمغابن وغيرها والفروج إلا ما أبيح له ، وأموال الناس إلا بطريق | شرعي ، ودخل في تحريم الأموال السرقة والنهبة وقطع الطريق والاختلاس | والخيانة والرشوة ، ودخل فيما تقدم الأعراض المحرمة ويتناول ذلك كل | محرم من كبير وصغير ، حتى في العبادات كالصلاة قبل وقتها عمدا مع | العلم بالحال والصلاة المنهي عنها في أوقات النهي ، وصوم العيدين | والتشريق والشك إلا فيما استثنى ، وصلاة الحائض والنفساء وصومهما | وصلاة المحدث والجنب حيث لم يوجد إذن شرعي ، ومن المحرم الذي | يهجر الوطء في الحيض والنفاس والإحرام والاستبراء وغير ذلك مما هو | مقرر في الشريعة ، والغش في المعاملات وغيرها وسيأتي تتمة النصيحة . | ومن المحرم أيضا في الملابس والفرش والأواني والملاعب والملاهي وينجر | ذلك إلى اجتناب المكروه وهو كثير .

صفحہ 77

الخامسة عشرة : إقامة الإمام ، ويتفرع منها الحكم بين الناس ونصب | من يكون أهلا لذلك من القضاة والولاة والمحتسب وغيرهم وطاعة أولي | الأمر ورد الأمور إلى أوامر الله ورسوله والرضا بذلك الأمر والتسليم من غير | حرج .

السادسة عشرة : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومنه نصرة | | المظلوم وإغاثة الملهوف والتعاون على البر والتقوى

صفحہ 78

السابعة عشرة : العدل ، وهو يتناول عدل الأئمة والسلاطين والقضاة | وولاة أمور الناس والعدل بين الزوجات وبين الأولاد ونحو ذلك مما هو | مقرر في الشريعة وبتمام العدل تحصل الاستقامة . |

صفحہ 79

الثامنة عشرة : لزوم الجماعة ، ويتفرع من ذلك الالتزام بالإجماع فإذا | انضم ذلك إلى الكتاب والسنة كان ذلك أدلة الشرع وينشأ منها الاعتبار والقياس | وهذه الأربعة أدلة الفقه وبسط الكلام عليها وعلى متعلقاتها أصول الفقه .

التاسعة عشرة : الوفاء بالعهد ، وينجر ذلك إلى الكلام على الأمان | والذمة والهدنة . |

صفحہ 80

العشرون : الأمانة ، وينجر ذلك إلى الوديعة وما تحت يد الإنسان | مما يؤتمن عليه بولاية شرعية على يتيم أو وقف ويدخل في هذه الشعبة | القراض والشركة والوكالة وغيرها .

الحادية والعشرون : الصدق . |

صفحہ 81

الثانية والعشرون : كف الأذى عن الناس ، وأعلاه كف الأذى عن | من قال : لا إله إلا الله ، بتمامه المعتبر ، ولا يكفر بالذنوب . |

صفحہ 82

الثالثة والعشرون : قبول الخبر ، ومن ذلك الأذكار على ما جاء فيها | | من الأخبار والآثار ، وترك ما لا يعني .

صفحہ 83

قال الله تعالى : ^ ( قد أفلح المؤمنون ( 1 ) الذين هم في صلاتهم خاشعون | ( 2 ) والذين هم عن اللغو معرضون ( 3 ) ) ^ . وصح أن النبي [ & ] قال : | ' من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ' ، وعلى ترك | الكلام فيما لا يرضي الله يحمل على العي من شعب الإيمان | | وسيأتي ، وإذا أخذت ما أضفناه في بعض الشعب وردت إلى خمس | وعشرين أو ست وعشرين أو اختصرت إلى إحدى وعشرين ظهرت لك | المقاصد في العد حمل الروايات التي سنذكر .

صفحہ 85

وأما الكلام المتعلق بالإحسان المشار إليه بقوله [ & ] : ' أن تعبد الله | كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ' . وفي رواية : ' أن تخشى الله كأنك | تراه ' . - الحديث - وسيأتي بتمامه - وخصاله ثلاث وعشرون : | 1 - المعروفة ، واليقين المشار إلى ذلك بأن تعبد الله كأنك تراه | | فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، ومنهم من عد ذلك شعبتين . | 2 - التوبة . | | 2 - والخوف : ويتفرع من ذلك المراقبة والتفكر في وعيده وعظمته | | ومداومة ذكره والخشوع والخضوع والإخلاص المحض . | 4 - الرجاء : ويتفرع منه الثقة بوعده مع القول في | | الدعاء وشروطه وآدابه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | وأحواله . | 5 - الورع : ويتفرع منه ترك ما استراب ويتفرع منه التورع في | المطاعم والمشارب والملابس والمساكن وغير ذلك . | | 6 - الزهد : ويتفرع منه قصر الأمل . | 7 - القناعة : ويتفرع منها الاقتصاد في النفقة وغيرهما مما يطلب | فيه الاقتصاد والرفق . | | 8 - الصبر : ومنه الصبر على ما يصيبه عند أمر بمعروف أو نهي | عن منكر والصبر على المصائب التي ترد عليه وغير ذلك . | | 9 - الشكر : ويتفرع عليه الفكر في نعمة الله تعالى وتأملها . | | صفحة فارغة | | 10 - الرضى . | | 11 - والتوكل : ويتفرع منهما التفويض والتسليم والاعتصام به | | وبثمرته وغير ذلك إلى القول في التداوي والاسترقاء ، وسائر الاحترازات | وأن لا عدوى ولا طيرة . | 12 - حب الله تعالى وإعظامه وإجلاله وإعظام كتبه وآياته . | | 13 - وحب النبي [ & ] وإعظامه وإجلاله وتوقيره ، وإعظام | الأنبياء ، والملائكة وحبهم . | 14 - وحب أصحاب النبي [ & ] من العشرة والمهاجرين والأنصار | وبقية الصحابة . | | 15 - وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه : ويدخل فيه أن يحب له | الخير وترك المنكر وأن يستر عليه إذا وقع في ذنب ، ويدرأ عن | عرضه ، ويتفرع من هذه ترك الغل والحسد إلا في الغبطة المستثناة . | | 16 - الحب في الله تعالى : ويتفرع من هذه مباعدة الكفار | والمفسدين والغلطة عليهم ، والغيرة على طلب الستر . | | 17 - تلاوة القرآن وإدمان ذلك : وما يتعلق بأبوابه وفصوله . | 18 - كراهة الكفر والفسوق والعصيان : وإنكار ما يلقيه الشيطان . | | للإنسان بالوسوسة ويتفرع من ذلك السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة | والشح بالدين . | 19 - النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين : وعامتهم ويتفرع منها

صفحہ 103

النصيحة في المعاملات من بيع وسلم ورهن وقرض وشركة وإجارة ومساقاة | ووصية وهبة ونحوها . | | 20 - البر والصلة : ويتفرع من ذلك الجود والسخاء وأعلاه بر | الوالدين . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | وصلة الرحم وإكرام الضيف والجار والإحسان إليهما ورحمة الصغير | وتوقير الكبير وإقراء السلام على من عرفت ومن لم تعرف من | المسلمين . | | 21 - والإحسان إلى الأهل والبنات والأولاد والسادة والمماليك | ويتفرع منه فك الرقاب ، وأنواع القربات ومنها عيادة المريض ، وتشميت | العاطس إذا حمد الله ، وإتيان المال على حبه ذوي القربى واليتامى | | والمساكين والسائلين وفي الرقاب ، وينجر إلى إعانة المكاتب وإيقاع | الكتابة ، والتدبير ، ونحوهما ومن أعاليه حسن الخلق ، | | وكظم الغيظ ، ولين الجانب ، والتواضع ، | | وترك الغضب . | 22 - وترك المراء . | 23 - وإماطة الأذى عن الطريق هذه ثلاث وعشرون فإذا أضفتها | | إلى ما سبق من ثلاث وعشرين في الثلث الأول وثلاث وعشرين في الثاني | فهي تسع وستون واعلم أن أدناها إماطة الأذى عن الطريق وإذا اختصرت | إلى إحدى وعشرين وأضفت ذلك إلى ما اختصرته في الثلثين السابقين | وجعلت الإخلاص والنية شعبة واحدة غير مختصة بثلث من الأثلاث كانت | الجملة أربعا وستين لك أن تحمل أربعا وستين بابا على ذلك وإذا زدت مما | سبق إلى خمس وعشرين . أو إلى ست وعشرين أو ثمانيا وسبعين ثم تضيف | إلى الثمان الإخلاص الشامل للكل لقوله تعالى : ^ ( ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله | مخلصين له الدين ) ^ فيكون الجملة تسعا وسبعين وإذا عددتها سبعا وسبعين | جعلت من كل ثلث خمسا وعشرين ثم تضيف النية والإخلاص شعبتين | فتكون الجملة حينئذ سبعا وسبعين ، ولسنا نعتقد أن أعيان ما ذكرناه هو | المراد بالأحاديث لكن ذكرنا هذه الجملة التي يمكن حمل الروايات عليها | على أن ذلك ممكن لا أنه عين المراد واخترنا تسعا وستين لأن الوتر في | | ذلك حسن محبوب وقد صح في أسماء الله تعالى أنها تسعة وتسعون | اسما فتناسبا بالوتر به وبتسع وستين وهي أقل في الأعراض وأحسن من | ذلك الجري على أربع وستين وقد جرى عليه القصري ممسكا برواية | أربعة وستين بابا وستأتي الرواية وعدها الحليمي سبعا وسبعين لكن ذكر | | أشياء للبحث فيها فيه مجال مع أن البضع والستين أو السبعين محتمل لكل | من احتمالات البضع ويمكن العد مما سبق على كل من الاحتمالات | على . . . . ولم نجد أحدا عدها تسعا وسبعين إلا ما حكي عن ابن | حبان وإن كان ممكنا . والآن فلنذكر حديث جبريل بالسند ليظهر لمقصدنا | صحيح المستند ثم نسنده من طريقين كل واحد من أحد الصحيحين ، | وقصدنا في ذلك الاختصار فإنه أنفع للحفظ والاعتبار وقدمنا للطريقة التي | فيها البداءة بالإيمان فتلك لها شواهد من القرآن ، والكل متوافق وإنما | | القصد البداءة بالسوابق فنقول : أخبرنا الشيخ نجم الدين البغدادي قال : | أخبرني الأزدي قال : أخبرنا الجراحي قال : أخبرنا المحبوبي قال : أخبرنا | الترمذي قال : حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي قال : أخبرنا وكيع | عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : أول | من تكلم في القدر معبد الجهني . قال : خرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن | الحميري حتى أتينا المدينة فقلنا : لو لقينا رجلا من أصحاب النبي [ & ] | فسألناه عن ما احدث هؤلاء القوم فلقيناه - يعني عبد الله بن عمر - وهو | خارج من المسجد قال : فاكنتفته أنا وصاحبي فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، إن | قوما يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم ويزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف . | قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء والذي | يحلف به عبد الله لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبل ذلك منه حتى | يؤمن بالقدر خيره وشره . قال : ثم أنشأ يحدث فقال : قال عمر بن الخطاب | كنا عند رسول الله [ & ] فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا | يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي [ & ] فألزق ركبتيه | بركبتيه ثم قال : يا محمد ، ما الإيمان ؟ قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه | ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ' . قال : فما الإسلام ' قال : ' أن | تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة | وحج البيت وصوم رمضان ' . قال : فما الإحسان ؟ قال : ' أن تعبد الله كأنك | تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ' . قال في كل ذلك : صدقت قال : فعجبنا | منه يسأله ويصدقه . قال : فمتى الساعة ؟ قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من | السائل ' قال : فما أماراتها ؟ قال : ' أن تلد الأمة ربتها وأن نرى الحفاة العراة | العالة أصحاب الشاء يتطاولون في البنيان ' . قال عمر : فلقيني رسول الله [ & ] | بعد ذلك بثلاث ، فقال : ' يا عمر ، هل تدري من السائل ؟ ذلك جبريل أتاكم | يعلمكم معالم دينكم ' . قال الترمذي : حدثنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا | ابن المبارك أخبر كهمس بن الحسن بهذا الإسناد نحوه بمعناه وفي الباب عن | طلحة عن عبيد الله وأنس بن مالك وأبي هريرة وهذا حديث صحيح حسن قد | روي من غير وجه نحو هذا وقد روي هذا الحديث عن ابن عمر عن | | النبي [ & ] والصحيح هو عن ابن عمر عن عمر عن النبي [ & ] ، ذكر ذلك | كله الترمذي في باب ما وصف جبريل للنبي [ & ] الإيمان والإسلام وذلك | في أبواب الإيمان وإنما سقنا طريقة الترمذي من أجل أنها من رواية أمير | المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وفيها تقديم الإيمان . وقد | أخرج الحديث مسلم في صحيحه لكن بتقديم الإسلام ، وقد أخرج | البخاري ومسلم حديث جبريل من طريق أبي هريرة لكن في ذكر | الإسلام : ' أن تعبد الله عز وجل ولا تشرك به شيئا ' ، ولم يذكر فيه الحج | ولا في الإيمان بالكتب وجمع بين اللقاء والبعث أخرجه البخاري في أول | موضع من كتابه في ترجمة سؤال جبريل النبي [ & ] عن الإيمان والإسلام | والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي [ & ] له ثم قال : ' جاء جبريل يعلمكم | دينكم ' فجعل ذلك كله دينا ، وحينئذ فلنذكر الحديث بسندنا من طريق | البخاري : أخبرنا الشيخ المسند أبو علي عبد الرحيم المعروف بابن شاهد | الجيش قال : أخبرنا المشائخ الثلاثة ابن عرفة وابن رشيق وأبو العباس | أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي قالوا : أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو | عبد الله الأرياحي قال البوصيري : أخبرنا محمد بن بركات بن هلال النحوي | قال الأرياحي : أخبرنا أبو الحسن الفراء الموصلي قالا : أخبرتنا كريمة المروزية قالت : أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد بن ذراع الكشميهنى | قال : أخبرنا الفربري ، قال : أخبرنا البخاري قال : حدثنا مسدد . | قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم . قال : أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي | زرعة عن أبي هريرة قال : كان النبي [ & ] بارزا يوما للناس فأتاه رحل . | فقال : ما الإيمان ؟ قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن | بالبعث ' قال : ما الإسلام ؟ قال : ' الإسلام أن تعبد الله عز وجل ولا تشرك به | | شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ' . قال ما | الإحسان ؟ قال : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك ' قال : متى | الساعة ؟ قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها : | إذا ولدت الأمة ربتها وإذا تطاولت رعاء الإبل البهم في البنيان في خمس لا | يعلمهن إلا الله ' ثم تلى النبي [ & ] ' ^ ( إن الله عنده علم الساعة ) ^ الآية . ثم | أدبر الرجل . فقال : ' ردوه ' ، فلم يروا شيئا ، فقال : ' هذا جبريل جاء يعلم | الناس دينهم ' فقال أبو عبد الله البخاري جعل ذلك كله من الإيمان . أخرجه | مسلم بمعناه ، وفيه : ' وتؤمن بالبعث الآخر ' . وفي رواية لمسلم : ما | الإحسان ؟ قال : ' أن تخشى الله كأنك تراه ' فيها ذكر التصديق في الأجوبة | الثلاثة ، وأخبرنا الشيخ الإمام العلامة أقضى القضاة شمس الدين محمد | الشهير بابن القماح . قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الواسطي | قال : أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال : أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر الفارسي قال : أخبرنا أبو أحمد الجلودي | قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن شعبان . قال : أخبرنا الإمام | أبو الحسين مسلم بن الحجاج قال : حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب قال : | أخبرنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال | مسلم : أخبرنا عبد الله بن معاذ العنبري . وهذا حديثه قال : أخبرنا أبي قال : | أخبرنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : كان أول من تكلم | في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري | حاجين أو معتمرين فقلنا : لو بقينا أحدا من أصحاب رسول الله [ & ] فسألناه | عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله | عنه داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله | فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي . فقلت : أبا عبد الرحمن ، إنه قد ظهر | قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وذكرت شأنهم وأنهم يزعمون أن لا | | قدر وأن الأمر أنف فقال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم | براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا | فأنفقها ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال : حدثني أبي عمر بن | الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن عند رسول الله [ & ] إذ طلع علينا | رجل شديد البياض شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا | أحد حتى جلس فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال | يا محمد ، أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله [ & ] : ' الإسلام أن تشهد أن | لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم | رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ' . قال : صدقت . قال : فعجبنا | له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته | وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ' . قال : صدقت . قال : | فأخبرني عن الإحسان . قال : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه | يراك ' . قال : فأخبرني عن الساعة . قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من | السائل ' . قال : فأخبرني عن أمارتها . قال : ' أن تلد الأمة ربتها وأن ترى | الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون البنيان ' ، ثم انطلق فلبث مليا ، | قال : ' يا عمر . أتدري من السائل ؟ ' قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ' فإنه | جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ' إذا علمت ذلك فأقول وما توفيقي إلا بالله وهو | الذي يهدي . . . . إن حديث جبريل وإن كان فيه الإيمان والإسلام والإحسان | إلا أن ذلك كله يشمله الدين ، ولذلك قال [ & ] في آخره : ' هذا جبريل جاء | يعلم الناس دينهم ' . ورواية مسلم : ' يعلمكم دينكم ' في حديث عمر وفي | رواية الترمذي : يعلمكم معالم دينكم ' .

صفحہ 116

وفي هذا إعلام بأن هذه الأمور أعلام الدين ومعالمه ومنها تتفرع | | فروعه ، فالإيمان الكامل هو الدين وكذلك الإسلام الكامل فالمراد بشعب | الإيمان الإيمان الكامل . ونفي الإيمان عن عادم بعضها بحيث لا يصير | كافرا ، فدل على وجوب ذلك المعدوم وأما من لا يأت ببعض المستحبات | فإنه لا ينفى عنه الإيمان بسبب عدم ذلك المستحب ولكن يكون الآتي به قد فضل في في إيمانه فإثبات الكمال فيه واجب للجميع ونفيه يكون بترك الواجب | ولا ينفي الإيمان لتركه المستحب لانتشار المستحب وكثرته بخلاف بعض | | العبادات فإنها قد تنفى لتركه المستحب المؤكد نحو قوله [ & ] : ' لا صلاة | لفذ خلف الصف ' ، عند من يعتقد صحة صلاته ، وأن ذلك مستحب | مؤكد إذ الإيمان لغة التصديق ، وشرعا تصديق خاص وهو النافع مع | النطق بالشهادتين وكماله التصديق والأعمال . |

صفحہ 118