بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر ولا تعسر يا كريم
الله أحمد لا إله إلا هو الكريم المنان ، وأشكره فهو الذي هدانا | برحمته للإيمان ومنحنا من فضله الإسلام والإحسان ، وحبب إلينا الصفات | الكاملة والطاعة والعرفان ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، وأكمل لنا | ديننا وبينه أكمل بيان على لسان أكمل الخلق سيدنا محمد المنتخب من ولد | عدنان ، الذي بعثه الله للعالمين بدين الهدى وأنزل عليه الكتاب والسنة | للتبيان ، صلى الله عليه صلاة وسلاما يتكرران تعاقب الزمان ، وعلى آله | وصحبه ومن تبعهم فسلك طريق السلامة والأمان .
أما بعد : فهذا ترجمان شعب الإيمان ظهر لي من فتح ربنا العظيم | وفضله العميم أدرته على جواب النبي الخليل بسؤال الأمين جبريل عليهما | أفضل الصلاة والتسليم وأعظم البركات والتكريم ، المشتمل على بيان | الإسلام والإيمان والإحسان ، الذي حمل به التمام فذلك كله جملة الدين | لكل واحد منها فلب الخصال التي سنذكر ونبين ولنبدأ بذكر الشعب سردا | ليحفظها ويعمل بها من صحح ذلك قصدا فنقول :
أما الثلث المتعلق بإيمان القلب فهو ثلاث وعشرون هي : |
صفحہ 62
أن تؤمن بالله ذاته وصفاته وملائكته ، وكتبه وما اتصل بنا تفصيله | وبجملة القرآن وتفصيله أنه كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد [ & ] | الذي أعجز الإنس والجن أن يأتوا بسورة من مثله ، وأنه هذا المتلو | المتواتر ، وأن نؤمن برسل الله وأنبيائه ، وبأن الرسول المبعوث إليه وإلى | | العالمين سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين ، وأن سيدنا محمد [ & ] | خاتم الأنبياء والمرسلين الذي يلزمنا ويلزم جميع من تبلغه شريعته من | جميع العالمين اتباعه ، ونؤمن بسنته وبجملة شريعته وما بلغه من | تفصيلها . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | ونؤمن بالقدر كله خيره وشره ، وبفناء الدنيا وهو مقتضي اليوم الآخر | على ما جزم به الحليمي ، والأظهر أن اليوم الآخر والدار الآخرة بمعنى | واحد ، وبالبرزخ فحمل عليه اللقاء على قول وبأحوال البرزخ من سؤال | | الملكين وجواب الميت ، ونعيم القبر وعذابه ، وبالبعث الآخر ، | وبالحساب ، وبالميزان ، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | والصراط . . .
صفحہ 66
والحوض ، والشفاعة ، ونظر المؤمنين إلى الله ، والجنة ، | | والنار ، وما ثبت من المغيبات من قصص الجن ونحو ذلك فهذه ثلاث | | وعشرون على تقدير أن يكون الإيمان بصفات الله شعبة ثابتة وأن يكون | الإيمان بالبرزخ وأحواله واحدة وأن يكون الإيمان بالحساب شعبة غير | الإيمان فإن ضممت اثنتين ، مما ذكر إلى ما يلائمها فالشعب إحدى | وعشرون وإن لم تضف شيئا من ذلك وجعلت الإيمان بالبرزخ وأحواله | اثنتين وأضفت إلى ذلك المعرفة واليقين لأنك تعرف فتؤمن وتتيقن كانت | الجملة ستا وعشرين وإذا جعلت المعرفة واليقين واحدا كانت خمسا | وعشرين ويظهر أثر ذلك في الجمل كما سيأتي والأقرب أن المعرفة واليقين | من قسم الإحسان المشار إليه بقوله [ & ] : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم | تكن تراه فإنه يراك ' .
فإن ذلك فيه الإشارة إلى المعرفة واليقين ، وأما كراهة الكفر والفسوق | والعصيان وإنكار ما يلقيه الشيطان من العظائم للإنسان بالوسوسة فذلك من | قسم الإحسان ، وأما الكفر فما عبد من دون الله فهو مستلزم للإيمان بالله | وحده فلذلك لم يعد من الشعب .
وأما الثلث المتعلق بالأعمال الظاهرة فثلاث وعشرون .
الأولى : الشهادة لله تعالى بأنه لا إله إلا هو وإذا انضم أعلى شعب | الإيمان وهو الإيمان بالله إلى أعلى ما يظهر من الأعمال كان أعلى الشعب | لا إله إلا الله . وكذا صح عن النبي [ & ] .
صفحہ 69
الثانية : الشهادة نطقا للنبي [ & ] بالرسالة العامة ، وهاتان الشعبتان | | لا بد من النطق بهما لمن يمكنه النطق ، وبهما يحصل الإسلام ظاهرا وهما | الركن الأعظم من أركان الإسلام الخمس ، وهما مع الذي تقدم من المعتبر في | الإيمان يحصل الإسلام النافع والإيمان النافع ، ونطلق على من وجد ذلك منه | مؤمنا مسلما حيث لم يخل بتعظيم ما يعتبر تعظيمه في صحة الإيمان | والإسلام فإذا أتى بكل الأعمال فهو المؤمن الكامل والمسلم الكامل .
ومن الشعب الظاهرة :
[ الثالثة ] : الطهارة الصغرى . |
صفحہ 70
[ الرابعة ] : والطهارة الكبرى ، ويتفرع من هاتين الشعبتين الكلام على | ما يتطهر به وآنيته وبدله عند الفقد وكيف يفعل عند عدم الكل | والأسباب الموجبة للطهارتين المذكورتين وينجر إلى الطهارة عن النجاسة | والكلام عليها وطهارة البدن والثوب والموضع والاستنجاء وإزالة الأوساخ | وذكر الطهارات المسنونة .
صفحہ 71
الخامسة : الصلاة وهي الخمس التي هي أحد أركان الإسلام ومنها | الجمعة وينجر ذلك إلى الجماعة وإظهارها في المساجد ثم يتفرع من هذه | | الشعبة الصلوات المشروعة كلها حتى المنذورة والجنازة واتباعها وقيام شهر | رمضان ، وقيام ليلة القدر ، والرواتب وقيام الليل ولها شعائر وسمات | وشرائط وأحوال معروفة في الفقه عقد لها كتاب الصلاة وتحته أبواب إلى | الزكاة ومن ذلك صلاة العيدين والخسوفين والاستسقاء .
السادسة : الزكاة ، وأبوابها معروفة ونصبها مبينة في السنة الصحيحة | ويتفرع منها زكاة الفطر ومن تمام هذه الشعبة صرفا إلى مستحقها على | الوجه المطلوب شرعا وذلك معروف في قسم الصدقات ونحو ذلك إلى | صدقة التطوع .
صفحہ 72
السابعة : صيام شهر رمضان ويتفرع من ذلك قضاؤه وما وجب من | | الصيام بسبب فدية أو كفارة أو نذر وينجر إلى صوم التطوع ، وعد الحليمي | الاعتكاف شعبة مستقلة وفيه نظر فلتذكر في شعبة الصوم لأن غالب | اعتكاف النبي [ & ] كان في شهر رمضان ولازم الاعتكاف في العشر الأخير | منه حتى توفاه الله عز وجل .
الثامنة : حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .
التاسعة : الاعتمار ، ويتفرع من هاتين الشعبتين إحياء الكعبة . | والزيارة والطواف وغيرهما وينجر الكلام إلى التطوع . بذلك والهدي | والقلائد .
العاشرة : الجهاد . |
صفحہ 73
الحادية عشرة : المرابطة ، ويتفرع منها إعداد الأسلحة والكيد وتعلم | الرمي والحرب والمسابقة والمناضلة والثبات للعدو وعند الالتقاء مع الذي | يتعلق بذلك .
الثانية عشرة : أداء خمس المغنم ، ويتفرع منها الفيء والغنائم | فحقوق ذلك كله . |
صفحہ 74
الثالثة عشرة : أداء حقوق الله تعالى من كفارة . . . . . . . . . . . . . . . . | | ونذر ونحوهما ويتفرع من ذلك إقامة الشعائر بذبح الأضاحي والعقيقة | ونحو ذلك .
صفحہ 76
الرابعة عشرة : الهجرة ، ويتفرع من ذلك هجر الفواحش كلها ما | | ظهر منها وما بطن ويتناول ذلك النفوس والجناية عليها ، ويدخل في الجناية | الأطراف والمغابن وغيرها والفروج إلا ما أبيح له ، وأموال الناس إلا بطريق | شرعي ، ودخل في تحريم الأموال السرقة والنهبة وقطع الطريق والاختلاس | والخيانة والرشوة ، ودخل فيما تقدم الأعراض المحرمة ويتناول ذلك كل | محرم من كبير وصغير ، حتى في العبادات كالصلاة قبل وقتها عمدا مع | العلم بالحال والصلاة المنهي عنها في أوقات النهي ، وصوم العيدين | والتشريق والشك إلا فيما استثنى ، وصلاة الحائض والنفساء وصومهما | وصلاة المحدث والجنب حيث لم يوجد إذن شرعي ، ومن المحرم الذي | يهجر الوطء في الحيض والنفاس والإحرام والاستبراء وغير ذلك مما هو | مقرر في الشريعة ، والغش في المعاملات وغيرها وسيأتي تتمة النصيحة . | ومن المحرم أيضا في الملابس والفرش والأواني والملاعب والملاهي وينجر | ذلك إلى اجتناب المكروه وهو كثير .
صفحہ 77
الخامسة عشرة : إقامة الإمام ، ويتفرع منها الحكم بين الناس ونصب | من يكون أهلا لذلك من القضاة والولاة والمحتسب وغيرهم وطاعة أولي | الأمر ورد الأمور إلى أوامر الله ورسوله والرضا بذلك الأمر والتسليم من غير | حرج .
السادسة عشرة : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومنه نصرة | | المظلوم وإغاثة الملهوف والتعاون على البر والتقوى
صفحہ 78
السابعة عشرة : العدل ، وهو يتناول عدل الأئمة والسلاطين والقضاة | وولاة أمور الناس والعدل بين الزوجات وبين الأولاد ونحو ذلك مما هو | مقرر في الشريعة وبتمام العدل تحصل الاستقامة . |
صفحہ 79
الثامنة عشرة : لزوم الجماعة ، ويتفرع من ذلك الالتزام بالإجماع فإذا | انضم ذلك إلى الكتاب والسنة كان ذلك أدلة الشرع وينشأ منها الاعتبار والقياس | وهذه الأربعة أدلة الفقه وبسط الكلام عليها وعلى متعلقاتها أصول الفقه .
التاسعة عشرة : الوفاء بالعهد ، وينجر ذلك إلى الكلام على الأمان | والذمة والهدنة . |
صفحہ 80
العشرون : الأمانة ، وينجر ذلك إلى الوديعة وما تحت يد الإنسان | مما يؤتمن عليه بولاية شرعية على يتيم أو وقف ويدخل في هذه الشعبة | القراض والشركة والوكالة وغيرها .
الحادية والعشرون : الصدق . |
صفحہ 81
الثانية والعشرون : كف الأذى عن الناس ، وأعلاه كف الأذى عن | من قال : لا إله إلا الله ، بتمامه المعتبر ، ولا يكفر بالذنوب . |
صفحہ 82
الثالثة والعشرون : قبول الخبر ، ومن ذلك الأذكار على ما جاء فيها | | من الأخبار والآثار ، وترك ما لا يعني .
صفحہ 83
قال الله تعالى : ^ ( قد أفلح المؤمنون ( 1 ) الذين هم في صلاتهم خاشعون | ( 2 ) والذين هم عن اللغو معرضون ( 3 ) ) ^ . وصح أن النبي [ & ] قال : | ' من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ' ، وعلى ترك | الكلام فيما لا يرضي الله يحمل على العي من شعب الإيمان | | وسيأتي ، وإذا أخذت ما أضفناه في بعض الشعب وردت إلى خمس | وعشرين أو ست وعشرين أو اختصرت إلى إحدى وعشرين ظهرت لك | المقاصد في العد حمل الروايات التي سنذكر .
صفحہ 85
وأما الكلام المتعلق بالإحسان المشار إليه بقوله [ & ] : ' أن تعبد الله | كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ' . وفي رواية : ' أن تخشى الله كأنك | تراه ' . - الحديث - وسيأتي بتمامه - وخصاله ثلاث وعشرون : | 1 - المعروفة ، واليقين المشار إلى ذلك بأن تعبد الله كأنك تراه | | فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، ومنهم من عد ذلك شعبتين . | 2 - التوبة . | | 2 - والخوف : ويتفرع من ذلك المراقبة والتفكر في وعيده وعظمته | | ومداومة ذكره والخشوع والخضوع والإخلاص المحض . | 4 - الرجاء : ويتفرع منه الثقة بوعده مع القول في | | الدعاء وشروطه وآدابه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | وأحواله . | 5 - الورع : ويتفرع منه ترك ما استراب ويتفرع منه التورع في | المطاعم والمشارب والملابس والمساكن وغير ذلك . | | 6 - الزهد : ويتفرع منه قصر الأمل . | 7 - القناعة : ويتفرع منها الاقتصاد في النفقة وغيرهما مما يطلب | فيه الاقتصاد والرفق . | | 8 - الصبر : ومنه الصبر على ما يصيبه عند أمر بمعروف أو نهي | عن منكر والصبر على المصائب التي ترد عليه وغير ذلك . | | 9 - الشكر : ويتفرع عليه الفكر في نعمة الله تعالى وتأملها . | | صفحة فارغة | | 10 - الرضى . | | 11 - والتوكل : ويتفرع منهما التفويض والتسليم والاعتصام به | | وبثمرته وغير ذلك إلى القول في التداوي والاسترقاء ، وسائر الاحترازات | وأن لا عدوى ولا طيرة . | 12 - حب الله تعالى وإعظامه وإجلاله وإعظام كتبه وآياته . | | 13 - وحب النبي [ & ] وإعظامه وإجلاله وتوقيره ، وإعظام | الأنبياء ، والملائكة وحبهم . | 14 - وحب أصحاب النبي [ & ] من العشرة والمهاجرين والأنصار | وبقية الصحابة . | | 15 - وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه : ويدخل فيه أن يحب له | الخير وترك المنكر وأن يستر عليه إذا وقع في ذنب ، ويدرأ عن | عرضه ، ويتفرع من هذه ترك الغل والحسد إلا في الغبطة المستثناة . | | 16 - الحب في الله تعالى : ويتفرع من هذه مباعدة الكفار | والمفسدين والغلطة عليهم ، والغيرة على طلب الستر . | | 17 - تلاوة القرآن وإدمان ذلك : وما يتعلق بأبوابه وفصوله . | 18 - كراهة الكفر والفسوق والعصيان : وإنكار ما يلقيه الشيطان . | | للإنسان بالوسوسة ويتفرع من ذلك السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة | والشح بالدين . | 19 - النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين : وعامتهم ويتفرع منها
صفحہ 103
النصيحة في المعاملات من بيع وسلم ورهن وقرض وشركة وإجارة ومساقاة | ووصية وهبة ونحوها . | | 20 - البر والصلة : ويتفرع من ذلك الجود والسخاء وأعلاه بر | الوالدين . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . | | وصلة الرحم وإكرام الضيف والجار والإحسان إليهما ورحمة الصغير | وتوقير الكبير وإقراء السلام على من عرفت ومن لم تعرف من | المسلمين . | | 21 - والإحسان إلى الأهل والبنات والأولاد والسادة والمماليك | ويتفرع منه فك الرقاب ، وأنواع القربات ومنها عيادة المريض ، وتشميت | العاطس إذا حمد الله ، وإتيان المال على حبه ذوي القربى واليتامى | | والمساكين والسائلين وفي الرقاب ، وينجر إلى إعانة المكاتب وإيقاع | الكتابة ، والتدبير ، ونحوهما ومن أعاليه حسن الخلق ، | | وكظم الغيظ ، ولين الجانب ، والتواضع ، | | وترك الغضب . | 22 - وترك المراء . | 23 - وإماطة الأذى عن الطريق هذه ثلاث وعشرون فإذا أضفتها | | إلى ما سبق من ثلاث وعشرين في الثلث الأول وثلاث وعشرين في الثاني | فهي تسع وستون واعلم أن أدناها إماطة الأذى عن الطريق وإذا اختصرت | إلى إحدى وعشرين وأضفت ذلك إلى ما اختصرته في الثلثين السابقين | وجعلت الإخلاص والنية شعبة واحدة غير مختصة بثلث من الأثلاث كانت | الجملة أربعا وستين لك أن تحمل أربعا وستين بابا على ذلك وإذا زدت مما | سبق إلى خمس وعشرين . أو إلى ست وعشرين أو ثمانيا وسبعين ثم تضيف | إلى الثمان الإخلاص الشامل للكل لقوله تعالى : ^ ( ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله | مخلصين له الدين ) ^ فيكون الجملة تسعا وسبعين وإذا عددتها سبعا وسبعين | جعلت من كل ثلث خمسا وعشرين ثم تضيف النية والإخلاص شعبتين | فتكون الجملة حينئذ سبعا وسبعين ، ولسنا نعتقد أن أعيان ما ذكرناه هو | المراد بالأحاديث لكن ذكرنا هذه الجملة التي يمكن حمل الروايات عليها | على أن ذلك ممكن لا أنه عين المراد واخترنا تسعا وستين لأن الوتر في | | ذلك حسن محبوب وقد صح في أسماء الله تعالى أنها تسعة وتسعون | اسما فتناسبا بالوتر به وبتسع وستين وهي أقل في الأعراض وأحسن من | ذلك الجري على أربع وستين وقد جرى عليه القصري ممسكا برواية | أربعة وستين بابا وستأتي الرواية وعدها الحليمي سبعا وسبعين لكن ذكر | | أشياء للبحث فيها فيه مجال مع أن البضع والستين أو السبعين محتمل لكل | من احتمالات البضع ويمكن العد مما سبق على كل من الاحتمالات | على . . . . ولم نجد أحدا عدها تسعا وسبعين إلا ما حكي عن ابن | حبان وإن كان ممكنا . والآن فلنذكر حديث جبريل بالسند ليظهر لمقصدنا | صحيح المستند ثم نسنده من طريقين كل واحد من أحد الصحيحين ، | وقصدنا في ذلك الاختصار فإنه أنفع للحفظ والاعتبار وقدمنا للطريقة التي | فيها البداءة بالإيمان فتلك لها شواهد من القرآن ، والكل متوافق وإنما | | القصد البداءة بالسوابق فنقول : أخبرنا الشيخ نجم الدين البغدادي قال : | أخبرني الأزدي قال : أخبرنا الجراحي قال : أخبرنا المحبوبي قال : أخبرنا | الترمذي قال : حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي قال : أخبرنا وكيع | عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : أول | من تكلم في القدر معبد الجهني . قال : خرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن | الحميري حتى أتينا المدينة فقلنا : لو لقينا رجلا من أصحاب النبي [ & ] | فسألناه عن ما احدث هؤلاء القوم فلقيناه - يعني عبد الله بن عمر - وهو | خارج من المسجد قال : فاكنتفته أنا وصاحبي فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، إن | قوما يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم ويزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف . | قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء والذي | يحلف به عبد الله لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبل ذلك منه حتى | يؤمن بالقدر خيره وشره . قال : ثم أنشأ يحدث فقال : قال عمر بن الخطاب | كنا عند رسول الله [ & ] فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا | يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى أتى النبي [ & ] فألزق ركبتيه | بركبتيه ثم قال : يا محمد ، ما الإيمان ؟ قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه | ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ' . قال : فما الإسلام ' قال : ' أن | تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة | وحج البيت وصوم رمضان ' . قال : فما الإحسان ؟ قال : ' أن تعبد الله كأنك | تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ' . قال في كل ذلك : صدقت قال : فعجبنا | منه يسأله ويصدقه . قال : فمتى الساعة ؟ قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من | السائل ' قال : فما أماراتها ؟ قال : ' أن تلد الأمة ربتها وأن نرى الحفاة العراة | العالة أصحاب الشاء يتطاولون في البنيان ' . قال عمر : فلقيني رسول الله [ & ] | بعد ذلك بثلاث ، فقال : ' يا عمر ، هل تدري من السائل ؟ ذلك جبريل أتاكم | يعلمكم معالم دينكم ' . قال الترمذي : حدثنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا | ابن المبارك أخبر كهمس بن الحسن بهذا الإسناد نحوه بمعناه وفي الباب عن | طلحة عن عبيد الله وأنس بن مالك وأبي هريرة وهذا حديث صحيح حسن قد | روي من غير وجه نحو هذا وقد روي هذا الحديث عن ابن عمر عن | | النبي [ & ] والصحيح هو عن ابن عمر عن عمر عن النبي [ & ] ، ذكر ذلك | كله الترمذي في باب ما وصف جبريل للنبي [ & ] الإيمان والإسلام وذلك | في أبواب الإيمان وإنما سقنا طريقة الترمذي من أجل أنها من رواية أمير | المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وفيها تقديم الإيمان . وقد | أخرج الحديث مسلم في صحيحه لكن بتقديم الإسلام ، وقد أخرج | البخاري ومسلم حديث جبريل من طريق أبي هريرة لكن في ذكر | الإسلام : ' أن تعبد الله عز وجل ولا تشرك به شيئا ' ، ولم يذكر فيه الحج | ولا في الإيمان بالكتب وجمع بين اللقاء والبعث أخرجه البخاري في أول | موضع من كتابه في ترجمة سؤال جبريل النبي [ & ] عن الإيمان والإسلام | والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي [ & ] له ثم قال : ' جاء جبريل يعلمكم | دينكم ' فجعل ذلك كله دينا ، وحينئذ فلنذكر الحديث بسندنا من طريق | البخاري : أخبرنا الشيخ المسند أبو علي عبد الرحيم المعروف بابن شاهد | الجيش قال : أخبرنا المشائخ الثلاثة ابن عرفة وابن رشيق وأبو العباس | أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي قالوا : أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو | عبد الله الأرياحي قال البوصيري : أخبرنا محمد بن بركات بن هلال النحوي | قال الأرياحي : أخبرنا أبو الحسن الفراء الموصلي قالا : أخبرتنا كريمة المروزية قالت : أخبرنا أبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد بن ذراع الكشميهنى | قال : أخبرنا الفربري ، قال : أخبرنا البخاري قال : حدثنا مسدد . | قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم . قال : أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي | زرعة عن أبي هريرة قال : كان النبي [ & ] بارزا يوما للناس فأتاه رحل . | فقال : ما الإيمان ؟ قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن | بالبعث ' قال : ما الإسلام ؟ قال : ' الإسلام أن تعبد الله عز وجل ولا تشرك به | | شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ' . قال ما | الإحسان ؟ قال : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك ' قال : متى | الساعة ؟ قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأخبرك عن أشراطها : | إذا ولدت الأمة ربتها وإذا تطاولت رعاء الإبل البهم في البنيان في خمس لا | يعلمهن إلا الله ' ثم تلى النبي [ & ] ' ^ ( إن الله عنده علم الساعة ) ^ الآية . ثم | أدبر الرجل . فقال : ' ردوه ' ، فلم يروا شيئا ، فقال : ' هذا جبريل جاء يعلم | الناس دينهم ' فقال أبو عبد الله البخاري جعل ذلك كله من الإيمان . أخرجه | مسلم بمعناه ، وفيه : ' وتؤمن بالبعث الآخر ' . وفي رواية لمسلم : ما | الإحسان ؟ قال : ' أن تخشى الله كأنك تراه ' فيها ذكر التصديق في الأجوبة | الثلاثة ، وأخبرنا الشيخ الإمام العلامة أقضى القضاة شمس الدين محمد | الشهير بابن القماح . قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الواسطي | قال : أخبرنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال : أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر الفارسي قال : أخبرنا أبو أحمد الجلودي | قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن شعبان . قال : أخبرنا الإمام | أبو الحسين مسلم بن الحجاج قال : حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب قال : | أخبرنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال | مسلم : أخبرنا عبد الله بن معاذ العنبري . وهذا حديثه قال : أخبرنا أبي قال : | أخبرنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال : كان أول من تكلم | في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري | حاجين أو معتمرين فقلنا : لو بقينا أحدا من أصحاب رسول الله [ & ] فسألناه | عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله | عنه داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله | فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي . فقلت : أبا عبد الرحمن ، إنه قد ظهر | قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وذكرت شأنهم وأنهم يزعمون أن لا | | قدر وأن الأمر أنف فقال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم | براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا | فأنفقها ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال : حدثني أبي عمر بن | الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن عند رسول الله [ & ] إذ طلع علينا | رجل شديد البياض شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا | أحد حتى جلس فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال | يا محمد ، أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله [ & ] : ' الإسلام أن تشهد أن | لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم | رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ' . قال : صدقت . قال : فعجبنا | له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : ' أن تؤمن بالله وملائكته | وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ' . قال : صدقت . قال : | فأخبرني عن الإحسان . قال : ' أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه | يراك ' . قال : فأخبرني عن الساعة . قال : ' ما المسؤول عنها بأعلم من | السائل ' . قال : فأخبرني عن أمارتها . قال : ' أن تلد الأمة ربتها وأن ترى | الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون البنيان ' ، ثم انطلق فلبث مليا ، | قال : ' يا عمر . أتدري من السائل ؟ ' قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ' فإنه | جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ' إذا علمت ذلك فأقول وما توفيقي إلا بالله وهو | الذي يهدي . . . . إن حديث جبريل وإن كان فيه الإيمان والإسلام والإحسان | إلا أن ذلك كله يشمله الدين ، ولذلك قال [ & ] في آخره : ' هذا جبريل جاء | يعلم الناس دينهم ' . ورواية مسلم : ' يعلمكم دينكم ' في حديث عمر وفي | رواية الترمذي : يعلمكم معالم دينكم ' .
صفحہ 116
وفي هذا إعلام بأن هذه الأمور أعلام الدين ومعالمه ومنها تتفرع | | فروعه ، فالإيمان الكامل هو الدين وكذلك الإسلام الكامل فالمراد بشعب | الإيمان الإيمان الكامل . ونفي الإيمان عن عادم بعضها بحيث لا يصير | كافرا ، فدل على وجوب ذلك المعدوم وأما من لا يأت ببعض المستحبات | فإنه لا ينفى عنه الإيمان بسبب عدم ذلك المستحب ولكن يكون الآتي به قد فضل في في إيمانه فإثبات الكمال فيه واجب للجميع ونفيه يكون بترك الواجب | ولا ينفي الإيمان لتركه المستحب لانتشار المستحب وكثرته بخلاف بعض | | العبادات فإنها قد تنفى لتركه المستحب المؤكد نحو قوله [ & ] : ' لا صلاة | لفذ خلف الصف ' ، عند من يعتقد صحة صلاته ، وأن ذلك مستحب | مؤكد إذ الإيمان لغة التصديق ، وشرعا تصديق خاص وهو النافع مع | النطق بالشهادتين وكماله التصديق والأعمال . |
صفحہ 118