وقال سامي: إن الصمت على الظلم ضعف، وأنتم قد ظلمتم. وكنتم رجالا، وأبيتم أن تذعنوا للظلم، وخرجتم من دياركم، وقدمتم إلى مصر.
وهوم الصمت على الجميع فيه كثير من الذهول، وكثير أيضا من التشوق وانتظار الحديث المقبل. - ربما تكونون الآن في خير حال، بل إنكم لا شك قد استطعتم أن تجعلوا الحياة تستقر بكم استقرارا ما كانت لتستقره في التمرة. - وترددت الحمد لله، وأكيد وأما بنعمة ربك فحدث، واستأنف سامي حديثه. - الحمد لله، ولكن أنا وأخي هذا وقع علينا الظلم، ولا نستطيع له رفعا إلا بمعونتكم.
وترددت ماذا، وكيف، وعجيبة من المستمعين، وأكمل سامي: إنكم خرجتم من التمرة، ولم تخسروا هناك إلا البيتين اللذين خرجتم منهما وبنيتم حياتكم هنا جديدة مشرقة أما نحن أنا ومأمون فنعتبر كل ظلم وقع من أبينا على إنسان كأنه وقع علينا. وأنا وأخي وزوجتي أيضا نرى أن سكوتنا على ما يصنعه أبي أمر لا يرضاه الله، بل إنه يقول إن الشرك لظلم عظيم، فالظلم العظيم إذن هو عند الله شرك.
وقال محمود: أتريد أن تحارب أباك؟
وقال سامي: معاذ الله، ما كنت لأحارب أبي.
وقال شملول: عجيب أمرك يا أستاذ سامي، ماذا تريد أن تصنع؟
وقال صميدة: لا وسيلة لك إلا محاربة الظلم.
وقال سامي في بساطة: بل هناك وسيلة أجدى وأقوم.
وصمت الجميع في سكون، وقالت روحية في حب استطلاع: كيف؟
قال سامي: منع الظلم أن يقع.
نامعلوم صفحہ