50

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

ناشر

دار البصيرة

ایڈیشن

الأولى

پبلشر کا مقام

الإسكندرية

امتنع أن يجعل العقل مقدماً على خبر الرسول ﷺ . وأما من أفصح بحقيقة قوله، وقال: إن كلام الله ورسوله في التوحيد وأمور الغيب لا يستفاد منه علم بالحقيقة، فهذا لكلامه مقام آخر.

١٨١ - ففي الجملة: لا يكون الرجل مؤمناً حتى يؤمن بالرسول إيماناً جازماً ليس مشروطاً بعدم معارض. فمتى قال: أؤمن بخبره، إلا أن يظهر له معارض يدفع خبره، لم يكن مؤمناً به.

١٨٢ - العلوم ثلاثة أقسام: منها ما لا يعلم إلا بالعقل، ومنها ما لا يعلم إلا بالسمع، ومنها ما يعلم بالسمع والعقل.

١٨٣ - وطُرق العلم ثلاثة: الحِسُّ، والعقل، والمركب منهما كالخبر. فمن الأمور ما لا يمكن علمه إلا بالخبر، كما يعلمه كل شخص بإخبار الصادقين كالخبر المتواتر وما يعلم بخبر الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين. وهذا التقسيم يجب الإقرار به، وقد قامت الأدلة اليقينية على نُبُوَّة الأنبياء، وأنهم قد يعلمون بالخبر ما لا يعلم إلا بالخبر. وكذلك يعلمون غيرهم بخبرهم، ونفْس النبوَّة تتضمن الخبر، فإن النبوة مشتقة من الإنباء، وهو الإخبار بالغيب، فالنبيُّ يخبر بالغيب، ويمتنع أن يقوم دليل صحيح على أن كل ما أخبر به الأنبياء يمكن معرفته بدون الخبر، فلا يمكن أن يجزم بأن كل ما أخبر به الأنبياء، يمكن غيرهم أن يعرفه بدون خبرهم. ولهذا كان أكمل الأمم علماً المقرون بالطُّرق الحسية والعقلية والخبرية، فمن كذب بطريق منها فاته من العلوم بحسب ما كذب به من تلك الطرق.

١٨٤ - وجمَّاع هذا أن يعلم أن المنقول عن الرسول ﷺ شيئان: ألفاظه وأفعاله، ومعاني ألفاظه ومقاصده بأفعاله .. وكلاهما منه ما هو متواتر عند العامة والخاصة، ومنه ما يختص بعلمه بعض الناس، وإن كان عند غيره مجهولاً أو مظنوناً ومكذوباً به، وأهل العلم بأقواله، كأهل العلم بالحديث والتفسير المنقول والمغازي والفقه،

50