وعندما شرف سمو الخديوي الغرفة المعدة له في منزل الطاهري بك كنت أنا على الباب الخلفي، وما كاد سموه يأخذ مجلسه حتى فتحت الباب، ودفعت بالتلميذة أمامه، وقد قدمت لسموه المخدة فأخذها، وسر بها كثيرا وقبلها، وقال إنها أحسن هدية قدمت إليه في تلك الرحلة، وظن الحاضرون أن مهمة الفتاة قد انتهت، ولكنها ما لبثت أن تقدمت إلى الخديوي تلقي القصيدة بإلقاء جيد، وإشارات حية قد يعجز عنها الممثل الكفء، فأخذت تشير إلى الخديوي، ثم تشير إلى المدير، فيما كان يخصه من التعريض، وتلك الأبيات التالية:
قد طار نومك والحوادث حوم
ورماك بالأهوال ليل مظلم
أبليت جسما كاد يخفى رقة
وقضى عليه
الدهر فيما يجرم
أتعبت قلبا كان محمود العلا
فغدا لجور زمانه يتألم
تبغين تعليم البنات ونشره
ويلح دهرك في
نامعلوم صفحہ