<div dir="rtl" id="book-container">
حوصرنا خندقا فاستحسن ذلك صلى الله عليه وسلم فحفر بيده الكريمة وكسر الحجر بالمعول ولم يقل هذا عمل فارس عبدة النار وكذلك أشير عليه صلى الله عليه وسلم ليتخذ خاتما ولم يقل هذا عمل العجم كما ابتلينا نحن في هذا العصر في خصوص هذا القطر السيئ الحظ كلما أخذ أحد بعمل ما إصلاحي ضروري وكان ذلك العمل تعاطاه اليهود والنصارى نقموا منه وتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم والحال أنا نرى الأعمال الجليلة الصالحة النافعة كلها اتخذها جيراننا اليهود والنصارى فعلى هذا لا يبقى لنا إلا أن نشد الوثاق على أيدينا ونتهم عقولنا ونعقل أرجلنا فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ويا للغفلة والغرور عجبا ثم عجبا بمن يبلغ به الجهل والغرور والعمى أو التعصب الممقوت إلى هذا الحد وينكر فنونا ومعارف وعلوما ونظامات في المدارس وسائر الأعمال في جميع الإدارات وتراتيب في الأمور الاجتماعية يراها الأعمى ويسمع بما الأصم ويحس بها الجماد فلا أقسم برب المشارق والمغارب أنه لو كان صلى الله عليه وسلم حيا لأشار علينا بكثير من تلك الأشغال والمصالح النافعة في جميع الشؤون الاجتماعية لما تمخضت بها أوروبا ومخض رجالها فأخرجوها من العدم إلى الوجود وخصوما نظام المدارس والأسلحة والأدوات والآلات والتجارة والصناعة والزراعة وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم يستعرض الشبان ويجيز ويترك فاستعرض ذات يوم شابين فأجاز أحدهما وترك الآخر فقال الصبي بل الشاب الذي تركه لم لم تقبلني يا رسول الله؟ أتأذن لي أن أصارع صاحبي الذي أجزته؟ فأذن له صلى الله عليه وسلم فصارعه فصرعه فأجازه وثبت أنه ألزم الأسارى تعليم أبناء
صفحہ 140