جَانب أَحْمد بن الْحسن ثمَّ تقدم شرف الْإِسْلَام لإستدراك فعلة ذَلِك الهصور القمقام قبل أَن يطير فِي الْيمن شِرَارهَا ويملأ الْكَوْن غبارها
(فَإِن النَّار بالزندين تورى ... وَأَن الْحَرْب أَولهَا كَلَام (
وَكَانَت طَرِيقه وَادي النايجه واستناب وَلَده بدر الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الإِمَام فَبَاتَ بِبَلَد يُقَال لَهَا ذَاهِب أَسْفَل وَادي النايجة من أَطْرَاف بِلَاد آنس فَوق مَدِينَة العبيد على يسَار الذَّاهِب ثمَّ أحضر الْعَسْكَر الَّذين مَعَه ووجوه النَّاس إِلَى صرح مَسْجِد ذَلِك الْبَلَد وأفهمهم سَبَب التَّجْهِيز ووطنهم على الثَّبَات وعرفهم مَا هم قادمون عَلَيْهِ وَمن الَّذِي هم قادمون إِلَيْهِ وَكَانَ الْحُسَيْن أسدا من أسود الله وسيفا من سيوف الله المنتضاة تتجلى على يَدَيْهِ المعارك السود وتنجذ بروعة براثن الْأسود وَهُوَ كَأَنَّهُ فِي محاضرة صديق أَو مطالعة بحث غير عويق فَأجَاب عَلَيْهِ الْعَسْكَر بِلِسَان وَاحِدَة أَنا تَحت رَايَتك الْعقَاب الخافقة بنسيم الصَّوَاب وَلَو إِلَى مطالع الشَّمْس فأصدع بِأَمْرك وأفلج بقهرك
ثمَّ انْتقل الْيَوْم الثَّانِي إِلَى بلد مياس وَهُوَ مَزَار هُنَاكَ طيب الأنفاس وَأمر عِنْد وُصُوله لحفظ مغربة عتمة وبابها قبل أَن يقدم ذَلِك الهصور عيونه إِلَى ثناياها وشعابها فَيملك صوبي الطَّرِيق وَيكثر عِنْد ذَلِك التعويق
وَلما عرف أَحْمد بن الْحسن أَن أَصْحَاب عَمه قد استقروا بذلك الْمَكَان هيأ فرسَان
1 / 70