سنتين من الحادث ، وانها وافته المنية قبل بلوغ الامنية والله أعلم.
* أخبار القرامطة واستيلاء الإمام على صنعاء
ودخلت سنة 297 في صفر منها خرج الطاغية بن فضل من المذيخرة قاصدا زبيد فدخلها بعد قتال وفر صاحبها إلى المهجم فاستباحها وقتل من أهلها خلقا كثيرا وسبى نساءها ، وأقام بها سبعة أيام وعاد إلى المذيخرة ، وخلف بزبيد عاملا من قبله ولكنه لم يلبث بها إلا يسيرا وطرده صاحبها المنهزم عنها وفيها أظهر (1) القرمطي نحلته الاباحية المجوسية ، وأباح شرب الخمرة وسائر المنكرات وصرف الناس عن الحج.
وفيها بعث الإمام علي بن محمد بن عبيد الله العلوي في جماعة إلى صنعاء وكتب إلى الدعام ان يخرج معه ففعل وسارا حتى دخلا صنعاء يوم الخميس لأيام باقية من رجب وطردا عامل القرمطي وأصحابه واستقر علي بن محمد بها ، ثم ان الامام بعث ابنه ابا القاسم في جماعة من خولان وهمدان إلى صنعاء ولما وصلها ارسل الى مخلاف مقرا (2) والهان (3) وحراز وهوزن (4)، فدخلت جميعا في طاعته ، وقتلت من دعاة القرامطة جماعة وامنت البلاد وتآلفت الرعية وبلغ ابن كبالة الخير وهو بتهامة ، فقدم حتى صار بالهان فمال إليه خلق كثير من الناس ، رغبة في الفساد وأرسل الى حراز من أخرج أصحاب الإمام ، فكتب ابو القاسم بما كان إلى والده الإمام فأمره بمفارقة صنعاء لئلا يجمع حرب القرامطة وابن كباله فخرج من صنعاء في شوال سنة 297 وبادرت القرامطة من شبام ، فدخلوها وأقاموا بها أربعة عشر يوما ، ولم يجدوا بها أحدا ، وقدم جراح بن بشر من تهامة بعد خروج محمد بن الإمام
صفحہ 143