حوشب ويعرف بمنصور اليمن للدعوة إلى المهدي ، وأمره أن يقصد عدن لاعه (1) ، فانتهى به السير إلى عدن ابين فوجد هنالك من رجال مذهبه من دله على عدن لاعه ، فسار إليها ووجد بها انصاره الذين قد تسممت عقولهم بذلك المذهب ، فأكرموا وفادته ، واقترن بأبنة أحمد بن عبد الله (2) الداعي قبله الهالك في سجن بن يعفر ، وقبض ما كان قد أعد ابن خليع من مال وسلاح ، وأظهر الدعوة وأقام بنشر أفكاره الهدامة وابتنى بيت ريب بجبل مسور ، وملك الجبل المذكور ، وكوكبان ، وما بينهما من البلدان ، والتف حوله لفيف من همدان واستفحل شأنه ، إلى أن بعث الى السند داعية ابن أخيه المعروف بالهيثم ، وبعث إليه رئيس الجمعية بأبي عبد الله الحسين بن احمد بن زكريا الشيعي الصنعاني ، وأمره بامتثال أوامر منصور ، في المنشط والمكره ، وان يترسم خطاه ، ويحتذي أعماله ، وبعد ان يفهم الدرس ويجيد الدس ، يذهب حيث أراد ففعل الشيعي ما أمر به ، وحذق الصنعة ، وسار إلى افريقية لبث الدعوة بها ، وما زال ، دائبا عاملا ، حتى تغلبت الدعوة على القيروان ، وغيرها في إفريقية ، وأزالت ملك بني مدرار من المغرب ، وكان لهذه الدعوة بكتامة ، وبلاد البربر ما هو مشهور وخرج مع الحس بن فرج داعية أيضا علي بن الفضل اليافعي الخنفري (3)، ولكنه لم يقف عند رموز ذلك المذهب بل تجاوز الحد فأظهر الكفر والردة والإباحية جهارا بلا مواربة ولا توارى ، بل تجاوز ذلك وجاذب فرعون حبل كفره الملعون ، وتلك غاية السخف والطغيان ، وقد
صفحہ 123