كان أمراء مصر ينزلون الفسطاط منذ اختطها عمرو بن العاص بعد الفتح، حتى جاءت المسودة وهي جيوش بني العباس مع صالح بن علي وأبي عون في طلب مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية لما فر إلى مصر سنة اثنتين وثلاثين ومائة هجرية (750م)،
1
فعسكرت بظاهر الفسطاط في الصحراء التي يشرف عليها جبل يشكر، وكانت فضاء تعرف بالحمراء القصوى، وليس بها من العمائر غير عدة كنائس وديارات للنصارى،
2
فأمر أبو عون أصحابه بالبناء فيها فبنوا المحال والأسواق والدور العديدة، وبنى صالح بن علي دارا للإمارة، وفي سنة 169 هجرية (785 و86م) بنى ابنه الفضل جامعا، فنشأت في هذا المكان خطة جديدة صارت تعرف بالعسكر.
3
وكان العسكر يمتد على شاطئ النيل، والنيل وقتئذ أقرب إلى الشرق من موضعه الحالي؛ لأنه كان يجري بجانب المرتفع المشيد عليه جامع عمرو بن العاص، ثم ابتعد عنه على توالي الزمن نحو خمسمائة متر.
4
وكان العسكر يحده جنوبا كوم الجارح حيث تمتد الآن قناطر المجرى (العيون)، وشمالا شارع مراسينا إلى ميدان السيدة زينب حيث كانت قناطر السباع
5
نامعلوم صفحہ