تاریخ امہ قبطیہ
الهدية التوفيقية في تاريخ الأمة القبطية
اصناف
ولم تكن بلاد القبط وقتئذ محتوية على عنصر واحد كما كانت أولا، بل صارت عنصرين وطنيين؛ وهما العنصر القبطي الأصلي الذي كان محكوما، والعنصر الإسلامي العربي الذي كان حاكما.
ولكن الدولة العلية استرجعتها ثانيا من يد نابوليون وأعادتها إلى سلطتها بمساعدة بعض جيوش الدولة البريطانية العظمى.
الفصل السابع عشر
حكم الدولة المحمدية العلوية الفخيمة
وبعد أن خرج الجيش الفرنساوي من البلاد القبطية أرسلت الدولة العلية ساكن الجنان المغفور له محمد علي باشا - جد العائلة الخديوية الفخيمة - بمثابة خديوي عليها، ولم تزل عائلته الفخيمة صاحبة التسلط والسيادة إلى الآن.
ولا ريب أن ما أتته هذه العائلة الكريمة الفخيمة من المآثر الغراء والمناقب الحسناء لأشهر من أن يذكر، وأكثر من أن يحصر، كيف لا وفي أيامها ازدهت البلاد وارتاحت العباد، وعمت الخيرات، وتدفقت ينابيع البركات، وهطلت غيوث النعم والعطايا؛ فشملت كل الرعايا، بل أصابت جميع البرايا. ولقد كان للطائفة القبطية من هذه النعم العميمة والخيرات الجسيمة أوفر نصيب، نسأل الله أن يرمق سلالة هذه العائلة بعين عنايته، ويرعاها بكمال رعايته؛ إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
الباب الثاني
مقدمة
انحطاط الأقباط
لا ريب أن من جال بعين فطنته، ونظر ببصر بصيرته في تاريخ الأمة القبطية الذي أتينا على ذكره في الفصول السابقة، يعلم علم اليقين أن هذه الأمة كانت ولا محالة في مقدمة الأمم المتمدنة المتقدمة، كيف لا وقد بلغت من الترقي والتقدم درجة لم يتسن لغيرها من الأمم الوصول إليها، وتحصلت على جانب من الرقعة والسيادة لم يتمكن سواها من الحصول عليها؛ الأمر الذي يعترف بصحته كل من تنزه عن الغايات الشخصية، وتجرد عن المآرب الذاتية أو ألقى السمع وكان شهيدا.
نامعلوم صفحہ