عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
اصناف
أما بعد: فإن الله تعالى أرسل محمدا بالحق من عنده، إلى خلقه بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا؛ لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فهدى الله بالحق من أجاب إليه، وضرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بإذنه من أدبر عنه، حتى صار إلى الإسلام طوعا وكرها، ثم توفي رسول
صلى الله عليه وسلم
وقد نفذ لأمر الله، ونصح لأمته، وقضى الذي عليه، وكان الله قد بين له ذلك، ولأهل الإسلام في الكتاب الذي أنزل فقال:
إنك ميت وإنهم ميتون ، وقال:
وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ، وقال للمؤمنين:
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين .
فمن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله وحده لا شريك له فإن الله له بالمرصاد حي قيوم لا يموت ولا تأخذه سنة ولا نوم، حافظ لأمره منتقم من عدوه يجزيه، وإني أوصيكم بتقوى الله وحظكم ونصيبكم من الله وما جاء به نبيكم
صلى الله عليه وسلم ، وأن تهتدوا بهداه، وأن تعتصموا بدين الله، فإن كل من لم يهده الله ضال، وكل من لم يعافه مبتلى، وكل من لم يعنه الله فهو مخذول، فمن هداه الله كان مهتديا، ومن أضله كان ضالا.
نامعلوم صفحہ