عصر اتصاق: عرب قوم کی تاریخ (حصہ چہارم)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
اصناف
22
ولا ندري من الذي بدأ بالعمل عبد الملك أو الحجاج؟ ومهما يكن من أمر، فإن التعريب قد تم في عهد عبد الملك. أما ديوان مصر فقد نقل من اليونانية إلى العربية في عهد ابنه الوليد.
23
يقول الدكتور حسن إبراهيم: أما مصر فكانت اللغتان اليونانية والعربية مستعملة في دواوين الحكومة؛ الأولى على أنها اللغة الرسمية التي كانت تدون بها الأعمال في تلك الدواوين، والثانية لأنها لغة الحاكم العربي. وقد لوحظ في بعض الأوراق البردية التي عثر عليها الباحثون كتابات باللغة القبطية في أسفل الصحف أو في ظهرها إلى جانب اللغتين اليونانية والعربية؛ مما يدلنا على أنها كانت في الدرجة الثالثة من الأهمية. وقد ظلت الدواوين تدون باليونانية في مصر إلى أن انتقلت الخلافة إلى الوليد، فسار على سياسة أبيه في تعريب الدواوين فحول ديوان خراجها إلى العربية، وقام بتنفيذ هذه السياسة واليه على مصر عبد الله بن عبد الملك بن مروان (86-90ه).
ويقول السيد أمير علي: «إن النظام الإداري والسياسي للإدارات الإسلامية في عهد الدولة الأموية لم يكن من عمل معاوية، بل إن عبد الملك هو المؤسس الحقيقي لهذا النظام، فهو الذي صبغ الإدارة المالية بالصبغة العربية، وبتحويله الدواوين إلى العربية تقلص نفوذ أهل الذمة والمسيحيين من غير العرب.»
24
ديوان الطومار والطراز
وفي عهد عبد الملك وجد ديوان الطراز والطومار، أما الطراز فهو أن ترسم أسماء الملوك والسلاطين وعلاماتهم على الأثواب والأقمشة الحريرية والديباجة الخاصة بهم.
25
وأما الطومار فهو الأوراق الرسمية التي تكتب عليها الرسائل السلطانية والوثائق الدولية. وقد كانت هذه الطرز والطوامير تصنع بمصر، وقد ظلت كذلك إلى زمن عبد الملك، فلما نقل الدواوين إلى العربية أمر بترجمة ما يكتب عليها، فإذا هو «باسم الآب والابن والروح القدس» فأكبر ذلك، وقال: ما أغلظ هذا في أمر الدين والإسلام، وكتب إلى أخيه عبد العزيز - أمير مصر - بإبطال هذا الطراز، واستبداله بالشهادة، ومعاقبة من يخالف ذلك. وكانت الطرز والطوامير ترسل من مصر إلى بلاد الروم - كما كانت الدنانير تضرب في بلاد الروم، وترسل إلى بلاد الإسلام - فلما وصلت الطوامير والطرز على الشكل الجديد إلى بلاد الروم، استنكر الإمبراطور ذلك، وكتب إلى عبد الملك «أن عمل القراطيس بمصر وسائر ما يطرز هناك للروم، ولم يطرز بطرزهم، فإن كان من تقدمك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت، وإن كنت قد أصبت فقد أخطئوا، فاختر إحدى الحالتين.» وبعث إليه الكتاب مع هدية يسترضيه بها، ويدعوه إلى الرجوع عما بدأ به، فرد عليه عبد الملك هديته، وأخبر الرسول أنه لا رد عنده على الرسالة. فكرر الإمبراطور رسائله وعبد الملك لا يجيب. ثم إن الإمبراطور غضب وكتب إليه: «إنكم أحدثتم في قراطيسكم ما نكرهه، فإن تركتموه وإلا أتاكم من الدنانير من ذكر نبيكم ما تكرهونه.» فاستاء عبد الملك واستشار خالد بن يزيد، فقال له: يا أمير المؤمنين حرم دنانيرهم فلا يتعامل بها، واضرب للناس سككا، ولا تعف هؤلاء الكفرة مما كرهوا في الطوامير.
نامعلوم صفحہ