عہد انطلاق: عرب قوم کی تاریخ (حصہ دوم)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
اصناف
النفل والغنيمة هو ما ينفله الله على المسلمين من أموال أهل الحرب بعد هزيمتهم، والفيء هو ما يفيئه الله على المسلمين من أموال صلح المقاتلين. وقد اختلف المسلمون في الأنفال التي ساقها الله تعالى إلى المسلمين في غزوة بدر، فقد ادعاها الذين أخذوها، وادعاها المقاتلون ومن أحاطوا بالرسول يحرسونه خشية قتله، وتضاربت أقوال المسلمين في ذلك حتى نزل قوله تعالى:
يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين (سورة الأنفال: الآية الأولى). ولقد قسمه الرسول أربعة أخماس الأنفال في المحاربين، وجعل الخمس الباقي للرسول وذوي القربى واليتامى والمساكين وأبناء السبيل.
3 (9) الإرث والوصية وأموال اليتامى
أنزل الله في الآيات المدنية المبكرة أحكام الوصايا والمواريث للحاجة الملحة إلى معرفة أحكام الله في هذه الأمور الهامة؛ فقد كانوا في الجاهلية يخبطون خبط عشواء، ويحكمون أحكاما عجيبة في تقسيم المواريث، وأحوال الوصايا، وأموال اليتامى، وكانوا يقسمون أموال الميت تقسيمات غريبة، ولم يتح للإسلام في عهده المكي أن يهتم بهذا الأمر الحيوي، فلما انتظمت أمور الدولة في العهد المدني نظمها، وفي آيات سورة البقرة (180-182) وسورة النساء (7، 8، 12، 32، 33، 127، 176) تفصيل دقيق للأحكام الشرعية المتعلقة بهذه القضايا وبالقضايا المالية الأخرى. (10) الجهاد
ليس في القرآن المكي شيء ذو غناء يتعلق بالجهاد وأحكامه، وجميع الآيات الواردة في الجهاد وتشريعاته ووقائعه هي آيات مدنية، وهذا أمر طبيعي؛ لأنه ملائم لروح الحركة الإسلامية؛ فقد كانت في مكة ضعيفة ساذجة تحاول أن تتقوى وتقوم على رجليها، فلما أتيح لها ذلك في العهد المدني أمر الرسول بالجهاد وجعله شعيرة من شعائر الدين. ولما بايع الرسول الأنصار بايعهم على الجهاد والاستماتة في سبيل الله ونشر الدين الحنيف. والآيات القرآنية المدنية التي تحض على الجهاد والاستماتة في سبيل ذلك قد شغلت أكبر حيز في القرآن، وما ذلك إلا لأهميتها وارتكاز الحركة عليها، وجعله فرضا على كل مسلم قادر في بدنه وماله وعقله.
الباب الثالث
في أهل الكتاب والمنافقين في العهد المدني
مقدمة
أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، وقد كان لهم ذكر كثير في العهد المدني، سواء في معاونتهم للحركة المحمدية أو معاكستها، وقد كان لهم بعض الأثر في العهد المكي أيضا، سواء من كان منهم من العرب أو من غير العرب، فقد عرف الحجازيون أهل الكتاب من يهود ونصارى في بلادهم، وعرفوا خارجها في رحلاتهم إلى الشام واليمن والحبشة وبلاد الروم ومصر، وقد رأينا بعض ذلك في الفصول السابقة مما له علاقة بالعهد المكي، ونريد في هذا الباب أن نبين تأثيرهم على الدعوة الإسلامية في العهد المدني، سواء أكانوا يهودا أو نصارى أو منافقين.
الفصل الأول
نامعلوم صفحہ