عہد انطلاق: عرب قوم کی تاریخ (حصہ دوم)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
اصناف
وأما الزكاة فقد شرعت فرضيتها في مكة حين نزل قوله تعالى:
والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم ، ولكن بيان مقاديرها وحقها ومصاريفها فلم يشرع إلا في المدينة، وقد حدد النبي في مكة مقادير معينة على أموال القادرين على إعطاء الفقراء، ولكن تلك المقادير لم تكسب شكلها النهائي إلا بعد الهجرة.
وأما الحج فقد شرع في السنة السادسة للهجرة، بعد صلح الحديبية، وعلى الرغم من أن هذه الشعيرة كانت معروفة في الجاهلية، فإن الإسلام لم يفرضها على متابعيه إلا بعد قوتهم في العهد المدني، ولم يحتو القرآن المكي إلا على إشارات إلى الحرم وأمنه، وذكر البيت وقدسيته، وعلاقة إبراهيم به، وما إلى ذلك. على أن آية في سورة الكوثر، وهي
فصل لربك وانحر ، جعلت بعض الباحثين يقولون إن النبي كان يقوم ببعض المناسك الحجية قبل الهجرة. ومما شرعه الله للمسلمين في مكة: الإيمان بالبعث والنشور، وتقبيح الزنا والنهي عنه، وعن القتل والفساد في الأرض، والتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، والنهي عن الظلم والفساد، والحض على التخلق بالفضائل النبيلة، والقيام بكل ما فيه إصلاح البيئة الإسلامية.
ومما شرعه الله أيضا في مكة: وجوب طاعة النبي وأولي الأمر، والإخلاص والأمانة للدعوة الإسلامية، والتضامن والاتحاد بين أفراد المسلمين، والإحسان إلى الفقراء، والعطف على الرقيق، وعدم التبذير والإسراف والتقتير، وإيفاء الكيل والميزان، وعدم أكل مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، والتعاطف بين الناس والإحسان إلى الوالدين، وما إلى ذلك من نبيل الأخلاق وفاضلها.
الباب الثاني
في حياة النبي الكريم من الهجرة إلى الوفاة
الفصل الأول
في خروج النبي من مكة واستقراره بالمدينة
قلنا في [البعثة النبوية: إسلام الأوس والخزرج]: إن المسلمين بعد أن دخل الأنصار في الإسلام فعز بهم، أخذوا يهاجرون إلى المدينة، ولم يبق فيها إلا نفر قليل جدا على رأسهم الرسول وأبو بكر، وإن جماعة كفار قريش قد ائتمرت بالنبي وعزمت على قتله ذات ليلة والتخلص منه، وأنها قد اتفق رأيها أن تبعث من كل قبيلة شابا جلدا، فيضربوا النبي ضربة واحدة يقتلونه بها، فيتفرق دمه في القبائل، ولا يقدر بنو عبد مناف على العرب جميعا. ولكن الله أطلع نبيه على أمر قريش، فلما كانت العتمة من ذلك الليل اجتمعوا على بابه فترصدوه، فلما رأى ذلك قال لعلي: «نم يا علي على فراشي، واتشح ببردي الحضرمي الأخضر فنم فيه؛ فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهه، وإن أتاك ابن أبي قحافة فقل له إني توجهت إلى ثور فليلحق بي، وأرسل إلي بطعام، واستأجر لي دليلا يدلني على الطريق، واشتر لي راحلة.»
نامعلوم صفحہ