عصر انحطاط: تاریخ امت عرب (حصہ ششم)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
اصناف
ولما مات سنة 379 خلفه أخوه بهاء الدولة أبو نصر بن عضد الدولة، ولم يكن عهده من الناحية السياسية خيرا من عهد أخيه؛ فإن الأتراك والديلم عادوا من جديد إلى التصادم، ثم نشبت فتن كثيرة بينه وبين أهل بيته، وفي سنة 381ه قبض بهاء الدولة أبو نصر فيروز بن عضد الدولة، على الخليفة الطائع طمعا في أمواله وخلعه، وولى القادر الخلافة، وكان عهده عهدا مضطربا كثرت فيه الحروب بينه وبين أهل بيته إلى أن مات سنة 403ه، وكان سلطانه على العراق والأهواز وفارس وكرمان.
وفي عهد بهاء الدولة استمرت الحركة العلمية التي أسس نواتها أبوه، ورعاها أخوه، وقد كان وزيره سابور بن أردشير العالم الفاضل يرعى العلم وأهله، وهو الذي بنى «دار الحكمة» في بغداد وجعل فيها خزانة كتب ضخمة، يذكر ابن الأثير،
10
أن عدد كتبها نحو عشرة آلاف مخطوطة نفيسة، وإلى هذه الدار تردد أبو العلاء المعري أيام زيارته بغداد وذكرها في شعره.
ولما مات خلفه ابنه سلطان الدولة أبو شجاع بن بهاء الدولة، ولم يكن عهده خيرا من عهد أبيه، وكان جنوده لا يطيعونه، فأفسدوا البلاد، وثار عليه أخوه شرف الدولة أبو علي بن بهاء الدولة، فانتزع منه الملك في المحرم سنة 412ه ونفاه عن العراق، ثم تصالح الأخوان على أن يكون لشرف الدولة العراق، ولسلطان الدولة فارس وكرمان، إلى أن مات سلطان الدولة سنة 415 بشيراز فخلفه ابنه أبو كاليجار بن سلطان الدولة. وفي سنة 416ه مات شرف الدولة فخلت سدة السلطنة من وجود سلطان، وسيطر الأجناد، وخطبوا أول الأمر لجلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة، صاحب البصرة ثم قطعوا خطبته، وخطبوا لابن أخيه أبي كاليجار صاحب الأهواز وطلبوه إلى بغداد فوعدهم أن يجيء، ولكنه تأخر لما كان بينه وبين عمه أبي الفوارس صاحب كرمان من الحروب، فازدادت الفتن ببغداد لعدم وجود سلطان فيها، وكثر شر الجند الأتراك فكتب عقلاء البلاد إلى جلال الدولة بن بهاء الدولة يستدعونه إلى بغداد وخطبوا له في سنة 418ه، ولكنه لم يستطع ضبط الأمر طويلا، وكثر شغب الجند عليه. وفي سنة 426ه فسد أمر الخلافة والسلطة البويهية معا في بغداد، وسيطر الأجناد والأكراد على البلاد، إلى سنة 435ه حين مات جلال الدولة بعد أن ملك 17 سنة إلا شهرا، ولما مات خلفه ابن أخيه أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة ولقبه الخليفة بمحيي الدولة، ولم يكن عهده حسنا، ولما مات سنة 440، خلفه ابنه أبو نصر فيروز الملقب بالملك الرحيم، وأقام ملكا إلى سنة 447ه حين قدم السلطان طغرل بك السلجوقي مستوليا على بغداد.
وهكذا انقرضت الدولة البويهية، التي حكمت قرابة قرن وسيطرت على العراق وفارس واتخذت شيراز عاصمة لها، وبغداد مقرا لأمرائها، فقد كان لهم فيها قصور تسمى دار المملكة.
11
وبلغ أوج هذه الدولة في عهد عضد الدولة الذي سيطر على أرجاء الإمبراطورية الإسلامية، واستطاع أن يتزوج ابنة الخليفة الطائع، ويزوجه ابنته مؤملا أن تصل الخلافة إليه، وهو أول من لقب بشاهنشاه، أي ملك الملوك. وفي عهد هذه الدولة ازدهرت المعرفة والحكمة، كما نبغ إخوان الصفا في عهده. (2) الحمدانيون (293-402ه)
ينتسب الحمدانيون إلى حمدان بن حمدون بن الحارث التغلبي الوائلي العدوي، حوالي «؟-300» ومؤسس هذه الدولة، وهو أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان، وكان من القادة المقدمين في الدولة العباسية، ولاه المكتفي بالله إمرة الموصل وأعمالها سنة 293 فأقام فيها وتوسط سلطانه هو وإخوته على هاتيك الديار.
وفي سنة 303 أمر المقتدر بالقبض على أبي الهيجاء وإخوته وحبسهم
نامعلوم صفحہ