عصر انحطاط: تاریخ امت عرب (حصہ سات)
عصر الانحدار: تاريخ الأمة العربية (الجزء السابع)
اصناف
وبلاد طرابلس وبرقة:
كانتا تحت سيطرة أسرة القره مانلي، ثم وطد الأتراك العثمانيون سلطانهم فيها إلى أن كانت سنة 1911م فاحتلها الإيطاليون.
هذه نظرة عجلى في أوضاع شمال إفريقية حتى فجر القرن الثالث عشر للهجرة، وسنفصل بعض الحوادث في الجزء الخاص بعصر «الانبعاث» من تاريخ الأمة العربية.
عصر الانحدار
في التاريخ الاجتماعي والثقافي والأدبي للأقطار الآتية: العراق، الشام، مصر، الجزيرة العربية، المغرب العربي
الفصل الأول
الحالة الاجتماعية في العراق بعد سقوط بغداد
اضطربت الحالة الاجتماعية في أواخر العهد العباسي تبعا للاضطراب السياسي؛ فقصر الخليفة أضحى مجمعا لأقوام من الحثالات الترك والكرد والفرس والروم والصقالبة، كل يتكلم بلغته ويعمل على بسط نفوذه والقضاء على خصومه، والخليفة المسكين بينهم كالدمية يتلاعبون به ويسيرونه كما يشاءون.
وإذا كانت هذه هي الحالة في القرنين الخامس والسادس للهجرة والخلافة هي الخلافة، والسلطان العباسي على جانب عظيم من القوة، فماذا تكون الحالة في أواخر القرن السابع، وقد اضمحل كل نفوذ عربي أو كاد، وأصبح الخليفة قانعا بمطعمه وملبسه ونسائه وجواريه وغلمانه، ولقد أدى هذا الأمر إلى انزواء المرأة العربية الشريفة ذات الماضي المجيد، والنشاط القوي، وحلت محلها السريات والجاريات من بنات الأتراك والروم والفرس والكرد والصقالبة، وتولى أمر قصور الخلافة وقصور الأمراء والأعيان - وراء ذلك - شراذم من المماليك الترك، فعلت كلمتهم على كل كلمة، وارتفع صوتهم على صوت أسيادهم، واستمر نفوذهم في تعمق حتى صاروا يولون الخليفة ويعزلونه ويقتلونه، وأصبح ولاة العهد وشبان البيت المالك العباسي عشراء المماليك والخدم، فتخلقوا بأخلاقهم، وأفضوا إليهم بأسرارهم وأحوال قصورهم، وصار هؤلاء المماليك سادة القصور وأمراءها الحقيقيين، وكان بلاء هؤلاء القوم يزداد حينما يتولى أحد من هؤلاء الشبان الخلافة أو غيرها من كبار أعمال الدولة، فإنهم كانوا يتصرفون بأعمال هؤلاء الشبان، والخليفة والأمير لا حول له ولا طول، يقضي أوقاته في الصيد واللهو واللعب؛ فهذا الخليفة المستعصم بالله كان حينما تولى الخلافة شابا شديد الكلف باللهو واللعب وسماع الأغاني، لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة، وكان ندماؤه وحاشيته جميعهم منهمكين معه في التنعم والملذات لا يراعون له صلاحا، وكتبت له الرقاع، في أبواب دار الخلافة، فمن ذلك:
قل للخليفة مهلا
نامعلوم صفحہ