عہد انبثاق: عرب قوم کی تاریخ (حصہ اول)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
اصناف
وقد كان محمد يذكر حرب الفجار ويقول: «كنت أنبل على أعمامي.» أي: إنه كان يرد عنهم سهام الأعداء، كما كان يذكر حلف الفضول، ويقول: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت.» أي لما كان عليه ذلك الحلف من المبادئ الإنسانية السامية والأخلاق الرصينة.
وبعد، فهذه لمحة عن بيئة محمد، وشيء عن طفولته، وهي كما ترى بيئة رفيعة رضية، وطفولة طاهرة مرضية. (2) في سيرة محمد
صلى الله عليه وسلم
قبل البعثة
نشأ الطفل النبيل محمد في تلك البيئة النبيلة متحليا بالأخلاق الفاضلة، والسجايا العربية الشريفة والمزايا القدسية الحسنة، فلما أدرك سن البلوغ ظهرت كمالاته، ففحص ما حوله، ودقق فيما كان عليه قومه، فرأى بعقله السديد أن العرب في جهالة جهلاء، وأنهم قد ابتعدوا عن الدين الحنيفي القويم، وسلكوا مسالك الزيغ والضلال؛ بما أشركوا مع الله وما أفسدوا من شعائر دين الله، على أنه قد رأى فيما كان عليه آباؤه من حلم ونبل وأخلاق وعقل؛ شيئا من ديانة إبراهيم وابنه إسماعيل، فأعجبته وتمسك بها.
ثم رأى أن في العرب من سكان الحجاز نفرا قد نفروا عن الإشراك بالله، وتخلوا عن التقاليد الوثنية إما إلى النصرانية أو اليهودية أو إلى الحنيفية، فأعجبه ذلك، وأخذ يلتمس الحنيفية، ويبحث عن الطريق السوي، ولكنا لا نعرف بوجه يقين ما كانت عليه حقيقة أمره في تلك الفترة من حياته، وعلى أن هناك بعض آيات قرآنية نستطيع أن نفهم منها ما كانت عليه نفسه في تلك الفترات من عمره من التفتيش عن دين الله والاهتداء إلى الصراط المستقيم، كقوله تعالى:
قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين * قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (سورة الأنعام: 161-163)، ولم يكن عمل محمد هذا بدعا، فقد تواردت الأخبار في القرآن والسنة والشعر الجاهلي وكتب السيرة عن جماعات من العرب في مكة ويثرب والطائف وسائر الحجاز والجزيرة تخلوا عن الشرك وقدسوا الله ووحدوه، واتبعوا ما بقي من ديانة إبراهيم أو ما ظنوه من بقايا ديانة إبراهيم:
إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم * وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين * ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (سورة النحل: آية: 120-123).
ولم نعثر فيما بين أيدينا من نصوص قرآنية وتاريخية وشعرية على شيء يبين كيف كان يتعبد محمد، أو كيف كان يقضي أوقاته في التحنث، فهل كان يمارس الطقوس الدينية التي كان يمارسها العرب من السجود أمام الكعبة أو القيام بطقوس الحج أو ما إلى ذلك؟ وهل كان يجاري قومه في القيام ببعض الشعائر الدينية الأخرى مما عرفناه سابقا! الحق أن معلوماتنا في هذا الصدد قليلة جدا، ولا نرى ما رآه الأستاذ عزة دروزة في كتابه القيم «سيرة الرسول» حيث يقول: «أن ليس في القرآن ما يمكن الاستدلال به على كيفية تعبد النبي
صلى الله عليه وسلم
نامعلوم صفحہ