تاریخ طب عند قوم قدیمہ و حدیثہ
تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة
اصناف
فهيروفيلوس استأذن بفتح الجثث البشرية، فأذن له بشق أجسام المجرمين وهم أحياء، فعاين باطنها وبرع في استقراء الجراحة والتشريح بوصف الدماغ وصفا دقيقا لم يدرك شأوه فيه أحد، وعرف الغشاء العنكبوتي والبطينات الدماغية ذاهبا إلى أنها وهي مقر النفس، وكشف مجتمع الجيوب التي تصب فيها أوردة الدماغ فنسب إليه، وكشف أيضا العروق اللبنية، ولكنه جهل فائدتها وأثبت أن القسم الأول من القناة المعوية لا يتجاوز طوله اثنتي عشرة إصبعا، فسمي بالمعى الاثني عشري إلى يومنا، وعلى الجملة فإن هذا الجراح النطاسي كان ثاني أبقراط في منزلته، ولقد أجمع على وصف براعته وحسن طبابته أربعة أطباء من المشاهير وأطرأه جالينوس كثيرا.
وأما زميله أرازستراتس فترأس القسم الطبي، واستعمل الأدوية رأسا للدرنات والخراجات التي تصيب الجسم والكبد، ولم يهمل مع ذلك الجراحة فإنه عرف عملية استئصال الطحال وأجراها بنفسه، واخترع القاثاتير
12 (أي: الأنبوب) في مرض الأسر أي: حصر البول.
فكانت مدرسة الإسكندرية شعلة أضرمت المعارف الطبية في خارج بلاد اليونان، ولا سيما صناعة التشريح، وأخرجت تلامذة نابغين تخرجوا على الجراحين المذكورين، فاخترع بعضهم عصائب خاصة مختلفة الأشكال لتضميد الجروح على اختلاف أنواعها، واستعملوا المضغط لرد خلع الفخذ، واخترع أحدهم المسمى أمونيوس آلة لتفتيت الحصى، وهي التي انتبه إليها سيفيال الجراح الفرنسي أخيرا، واقتصر فيها على تدريس 16 كتابا لجالينوس.
ونبغ من هؤلاء التلامذة في القرن الثالث قبل الميلاد فيلينوس واضع قاعدة «المثلث الطبي»، وهي التي بقيت مدة طويلة دستورا للعمل حتى قيل عنها: إن درس الطب والتضلع منه لا يتم إلا لمن عرفها وهي: «المشاهدة والتاريخ والاستنتاج»، ولكنه أهمل التشريح لاعتقاده عدم فائدته.
واشتهر في زمن الملك إسكندر المذكور الطبيب أندروماخوس رئيس الأطباء في الأردن (فلسطين)، وهو الذي وقف على معجون «المثروزيطوس»، وزاد عليه لحوم الأفاعي فصار يشفي من لسعها أيضا، وهذا المعجون منسوب إلى طبيب كان يجرب السموم في شرار الناس المحكوم عليهم بالإعدام، فوجد أن بعضها يفيد في لدغة الرتيلاء أو العقرب أو لسع الحية أو خانق الذئب أو الأرنب البحري وأمثالها، فخلطها جميعا وركب منها دواء عاما يستشفى بتناوله من السموم الزعافة (القاتلة لوقتها).
وفي زمن البطالسة اشتهر النباتي ديسقوريدوس من أهل مدينة عين زربة، وهو الذي قال فيه يحيى النحوي الإسكندري في تاريخه: صاحب النفس الزكية النافع للناس المنفعة الجليلة، المنعوت المنصوب السائح في البلاد، المقتبس العلوم والأدوية المفردة من البراري والجزائر والبحار والمصور لها. وقال فيه جالينوس: تصفحت أربعة عشر مصحفا في الأدوية المفردة لأقوام شتى، فما رأيت فيها أتم من كتاب ديسقوريدوس.
الدور الرابع:
الطب في عهد جالينوس - إن معنى اسم جالينوس
13
نامعلوم صفحہ