تاریخ تمدن اسلامی

جرجی زیدان d. 1331 AH
120

تاریخ تمدن اسلامی

تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)

اصناف

تركيا

310000 (5) مقدار العمارة

هذا هو تعداد سكان تلك البلاد لغاية سنة 1914 ولكن كثيرا من المدن الإسلامية أصبح خرابا بعد ذلك، في أواخر العصور الوسطى بالقياس إلى ما كان عليه في عهد الدولة الإسلامية، وخصوصا العراق أو السواد، وعلى الأخص بغداد والبصرة والكوفة وسائر مدن العراق، وقد وصف الأصطخري مدينة البصرة وصفا يمثل ما كانت عليه أرض العراق من العمارة في عصره قال: (5-1) البصرة «البصرة مدينة عظيمة لم تكن في أيام العجم وإنما مصرها العرب ... وليس فيها مياه إلا أنهارا، وذكر بعض أهل الأخبار أن أنهار البصرة عدت أيام بلال بن أبي بردة فزادت على مائة ألف نهر وعشرين ألف نهر يجري فيها الزوارق، وقد كنت أنكر ما ذكر من عدد هذه الأنهار في أيام بلال، حتى رأيت كثيرا من تلك البقاع، فربما رأيت في مقدار رمية سهم عددا من الأنهار صغارا تجري في كلها زوارق صغار، ولكل نهر اسم ينسب به إلى صاحبه الذي احتفره أو إلى الناحية التي يصب فيها ... فجوزت أن يكون ذلك في طول هذه المسافة وعرضها».

فاعتبر المسافة التي تحفر فيها 120000 نهر أو ترعة كم يمكن أن يكون سكانها؟ وهذا مستغرب عند أهل هذا الزمان لكنه يدل على كل حال على عمران تلك الأرض. (5-2) بغداد

وناهيك ببغداد مدينة الخليفة ودار السلام، فقد ذكر الأصطخري أيضا في وصفها كما شاهدها في أيامه في القرن الرابع للهجرة، قال: «وتفترش قصور الخلافة وبساتينها من بغداد إلى نهر بين فرسخين على جدار واحد، حتى تتصل من نهر بين إلى شط دجلة، ثم يتصل البناء بدار الخلافة مرتفعا على دجلة إلى الشماسية نحو خمسة أميال، وتحاذي الشماسية في الجانب الغربي الحربية فيمتد نازلا على دجلة إلى آخر الكرخ، إلخ.

بغداد وجسرها ممتد فوق دجلة.

ثم قال: «وبين بغداد والكوفة (أو بين دجلة والفرات) سواد مشتبك غير مميز تخترق إليه أنهار من الفرات» ثم عدد الأنهر التي تمتد من الفرات إلى دجلة.

فأين هذه العمارة صارت إليه بغداد عند اضمحلالها إبان العصر التركي؟ فإن إحصاء ولاية البصرة كلها قبيل الحرب العالمية الأولى 200000 نفس، وتعداد ولاية بغداد 850000، ونظن إحصاء الولايتين جميعا كان إذ ذاك أقل كثيرا مما كانت تحويه مدينة بغداد وحدها.

وقس على ذلك مدينة دمشق وغيرها من المدن التي ضعف أمرها اليوم وهناك مدن أخرى كانت يومئذ في إبان مجدها فأصبحت الآن اسما بلا مسمى، مثل الفسطاط في مصر، والكوفة في العراق، والقيروان في إفريقية، وبصرى في حوران، وغيرها مما لا محل للكلام فيه هنا. (5-3) مصر

وأما مصر فيؤخذ من كلام مؤرخي العرب أنها لما فتحها المسلمون كان عدد الذكور فيها ممن راهق الحلم إلى ما فوق ذلك «ليس فيهم امرأة ولا صبي ولا شيخ» ثمانية آلاف ألف (8000000) منهم في الإسكندرية وحدها 300000، فإذا أضفنا إلى ذلك عدد الإناث والأطفال والشيوخ زادت جملته على 30000000 وهو نحو ثلاثة أمثال سكانها اليوم.

نامعلوم صفحہ