وهي قطعة كبيرة من الجفار، مرتفعة التربة، تنحصر بين بحيرة بردويل وطريق العريش شمالا وجنوبا، وبين بئر العبد وقطية شرقا وغربا، قيل مساحتها نحو مائة ألف فدان، وفيها بقاع كثيرة صالحة للزراعة، تزرع بطيخا وشعيرا، وفيها بعض النخيل، ومعظم سكانها من عرب هتيم الدواغرة، وقد دخلت في أملاك الحكومة المصرية في عهد المغفور له توفيق باشا، وكانت الحكومة تؤجرها بالمزاد العلني إلى سنة 1907، ثم تركتها للقبائل القاطنة فيها والمجاورة لها؛ لتزرعها وتنتفع بها، ولكنها لم تعطهم حق بيعها.
ودبات الغرابيات:
وهي كثبان عظيمة من الرمال بين قطية وبئر الدويدار، تخترقها طريق العريش.
وليس في هذه البلاد كلها الآن من المدن العامرة سوى مدينة العريش، وحلة الشيخ زويد، وسيأتي ذكرها، ولقد كانت في القديم أعمر منها اليوم.
قال شمس الدين المقدسي الذي عاش سنة 375ه/985م في كتابه أحسن التقاويم في معرفة الأقاليم: «فأما الجفار، فقصبتها الفرما، ومدنها البقارة والورادة والعريش»، وقال ياقوت الحموي المتوفى بحلب سنة 626ه/1229م: «الجفار مسيرة سبعة أيام بين فلسطين ومصر، أولها رفح من جهة الشام وآخرها الخشبي، متصلة برمال تيه بني إسرائيل. والخشبي بينه وبين الفسطاط ثلاث مراحل، فيه خان، وهو أول الجفار من ناحية مصر وآخرها من ناحية الشام، قال أبو العز مظفر بن إبراهيم الضرير العبلاني معتذرا عن تأخره لتلقي الوزير الصاحب صفي الدين بن شكر، وكان قد تلقي إلى هذا الموضع:
قالوا إلى الخشبي سرنا على لهف
نلقى الوزير جموعا من ذوي الرتب
ولم تسر؟ قلت والمولى ونعمته
ما خفت من تعب ألقى ولا نصب
وإنما النار في قلبي لغيبته
نامعلوم صفحہ