84

يركب لهدمه وسار أسعد بن أبي الفتوح بعد أن قتل سلمة إلى بلده، وبلغه إبعاد الإمام له فمضى ومن كان معه من خولان [47- ب] وتخلف الأبناء مع الإمام وأقام الإمام بصنعاء، ثم فسد ما بينه وبين أسعد بن أبي الفتوح فسار الإمام إليه في همدان والأبناء وأهل صنعاء فنهب طرفا من بلد خولان وهدم السرين وبقي بيت الحسين بن أبي الفتوح أبو أسعد، ثم رجع الإمام صنعاء فأقام أياما ثم وصل أسعد إلى بيت بوس وسار إليه الإمام في همدان وغيرهم فاقتتلوا فكان أول النهار لأسعد. والإمام في نهاره هذا لم يحضر القتال.

فلما راحت همدان حمل أسعد وبمن معه في آخر عسكرهم. فقتل رجل من همدان يقال له ابن كعب من أهل البون. وغضبت همدان على أسعد وكان قد سار حتى قدهو (1) خارج صنعاء تبعهم فخرج الإمام من دار ابن خلف بمن كان معه من أهل صنعاء ومن بني الحارث. وانهزم ابن أبي الفتوح وقتل من خولان ناس. وطلعوا بيت بوس وكان أسعد ممن انهزم إلى حدين (2) وهو وعر فلم يقدر عليه. وكان معه من خولان خلق رماة فهمت همدان وأهل صنعاء وغيرهم ان يطلعوا عليه. فلما طلعوا رمي فيهم فقتل منهم بالنبل جماعة، وهم الإمام بالمبيت تحت حدين إلى بكرة يوم الثاني فخافت همدان. ولم يخرج وراح الإمام إلى صنعاء أول الليل فسار أسعد إلى بلده وأصرخ بأهل مأرب من سبأ فصار إليه خلق كثير وخرج حتى حارب الأبناء فأرسلوا إلى الإمام يسألوه المادة فتباطىء عليهم [48- أ] والتقوا هم وأسعد فكانت الوقعة على الأبناء وقتل رئيسهم المسلم بن بهلول وانصرف أسعد إلى بلده.

ثم أقام الإمام بصنعاء وقد جعل لقيس بن الضحاك ربع جبا صنعاء ومخاليفها.

فلما كان يوم الخميس لعشر بقيت من رجب سنة إحدى وسبعين

صفحہ 100