ثم
Labouthiére
ثم ميرنت للمرة الثانية وهو المدير الحالي. أما الذين تولوا كتابة القسم العربي في هذه الجريدة منذ البداية حتى الآن فهذه أسماؤهم مرتبة بحسب التاريخ واحدا بعد الآخر: أحمد البدوي إلى سنة 1886 وهو أقدمهم عهدا، ثم علي بن عمر، وعلي بن سماية، ومحمود وليد الشيخ علي، وقدور باحوم، وعلي ولد الفكاي، والحفناوي بن الشيخ، ومحمد بن مصطفى، ومصطفى بن أحمد الشرشالي، ومحمد بوزار، ومحمد بن بلقاسم. ونورد هنا نص المقدمة التي نشرها «المبشر» في صدر عدده الأول ليقف القراء على ما كان عليه إنشاء الصحف في عهد تكونها:
ورود الأخبار
من جميع الأقطار
5 شوال سنة 1263
1
15 شتنبر سنة 1847
مقصود المبشر
اعلموا يا مسلمين، أرشدكم الله، أن المعظم سلطان أفرانصه، نصره الله، اتفق له برأيه وقوع هذا مختصر لفايدتكم وخيركم وتواتر النعمة عليكم، والشاهد لكم في ذلك كل ما يدل على نعمتكم ومسراتكم هو بفؤاده، ويرضى لكم ما يرضى لنفسه، ولا سيما أنكم بمسكن قلبه كعزيز الرعية عنده. واعلموا أن سلاطين أجناس النصارى مهما أرادوا يعرفون الرعية بالأمور الواقعة يبعثون لهم رسايل خبرية كما هو معروف عند جميع الدول كسلطان إصطنبول وصاحب مصر، وهكذا مراد سلطان أفرانصه، نصره الله، الإعلام لكم بكل أمر صادر من البايلك؛ أي من أرباب دولته من تصرفات الجزاير وساير عمالتها لتتحققوا بسبب وقوع هذه الأمور، وباطلاعكم وفهمكم لما ذكر يظهر لكم من فعل هذه الدولة المنصورة العدل والإنصاف والسيرة على الطريقة المستقيمة. فلأجل ذلك أمر الأمير بورود هذا المبشر عليكم مرتين في كل شهر، وبه يعرفون الولات والأعيان السيرة مع الرعية، وكذا الرعية تعرف السيرة مع الأعيان والولات. وبهذا الإعلام يتضح لكم مراد هذا الدولة منكم، وأعيانكم يجدون سهولة في التصرفات عليكم، وأنتم تعرفون حدود أحكامهم عنكم بحيث لا تخشون من تعديتهم وجواز الحدود التي بينها السلطان الأعظم كما بمراده. ومع ذلك إن هذه الرسالة التي اسمها المبشر تطلق على أخبار وفوايد شتى. واعلموا أن جميع العلوم والصنايع أنواع لا يدركها الإنسان ويزداد في تعليمها إلا بعد معرفته بأنواعها؛ ولذلك أردنا أن نخبركم بجميعها لكي تزدادوا معرفة وعلما بها مهما تبدلت، ولأنكم تختارون ما أردتم منها على حسب بلدتكم، ليسهل عنكم تعليمها وتكثر لديكم فوايدها مع قلة خدمتها وتعبها. وكل ما يدل على ذلك بأرضكم من تجارة وفلاحة نعرفكم به، ونخبركم أيضا عن جميع أرزاق ثمار أشجاركم وجميع نبات زرع أرضكم ومعادنها، وكذلك غلة أموالكم؛ أي من مواشيكم الرقيقة والغليظة، وجميع ما تستخرجونه من الكسوة بصناعة أيديكم يجوز بيعه بأسواقنا، كذلك نخبركم بما ينتج من أرزاق أرضنا يجوز بيعه ببخس الثمن في أسواقكم لتحصل الألفة ويجري بدل البيع والشراء بيننا وبينكم، وأيضا الأخبار التي نعلمكم بها ليست على إقليم الجزائر فقط بل على جميع الأقاليم، وسعادة سلطان أفرانصة له معرفة ومحبة بالغة مع سلاطين الإسلام وهم: صاحب إصطنبول، وصاحب العجم، وصاحب الهند وصاحب مصر، وصاحب الغرب، وصاحب تونس. وثبوت المحبة بينه وبين هؤلاء الدول العظام معرفتهم بإحسانه وعظيم سطوته وقوته مدة مديدة. وسنخبركم بجميع ما يقع في هذه الدول المذكورة، ولا سيما بلغكم من الحجاج الذين يسافرون بتذكرة من عندنا لجميع القوانصة وهم وكلة سعادة سلطان أفرانصة الذين ببر مصر وبر الحجاز وجميع بر الشام. وإن تلك التذكرة المذكورة هي حمايتهم، وبها يعتزون، وفي ذلك فايدة عظيمة. وهذا يشهد لكم عن عظيم هذه الدولة الفرانصوية التي أنتم تحت حمايتها، معظمة عند جميع الدول وعلو رايتها مساو مع أفخر الدول. وأيضا لنا معرفة وتحقق بالمؤلفين والعلماء من سالف الزمان أكثرهم من عندكم، وعلماؤكم الأوايل هم الذين ألفوا علم التاريخ وعلم السير والأدب وعلم الشعر وعلم الفلك والفقه وعلم الديانة وساير العلوم. والآن في هذه الأخبار التي أنشأناها نذكركم ببعض مسائل كتبكم المذكورة التي هي الآن بعضها عندكم مفقودة. وأيضا آخر فوائد هذا المبشر الذي أنعمنا عليكم بإنشائه هو لما تعلموا بمقصودنا وجميع ما يجب عليكم من إجراء الحكم والتصرفات وتطلعون على هذه الأخبار يقصي عنكم بسبب ذلك كلام الوشات أهل الشيطنة، دمرهم الله، الذين يسعون لكم في الهلاك وجر البلاء إليكم منا سابقا لتخليطهم وكذبهم، ونبين لكم طريق الشرع بالعدل التي نسير نحن بها، كما نعلمكم بالفوائد التي تحصل لكم بها الألفة معنا؛ فهذا غرضنا ومقصودنا. والله هو المعين في أمورنا.
نامعلوم صفحہ