تاریخ صفد
تاريخ صفد
اصناف
رأى ضعيفا جبره وعضده، أو مظلوما نصره وأيده، أو ظالما زبره، فهو حسنة في هذا البيت، ورحمة أتم الله عليه سوابغ النعم.
ثم نختم هذا القسم الثاني بالخطيب كمال الدين، كما افتتحناه بأبيه الشيخ نجم الدين، فنقول: هو الكبير بن الكبير، الذي من حقة أن يفخر نهاية أبيه في بدايته أدركها وأحواله بعد السبعين في شأنه أدركها، فكفل إخوته وبر والديه، وأقام في كل شيء مقام أبيه، لما اجتمع من الخصال المحمودة، ولد بدمشق، ثم انتقل صحبة والده إلى صفد، وسنه أربع سنين، فنشأ بصفد، وتخرج بوالده وتأدب بآدابه، وتبع طرائقه، فصار رئيسا كبيرا، وعاقلا فاضلا، ومات والده، وقد بلغ الحلم فاستقر في وظائفه، وقد ظهر له ثبات، وصار يناظر الأكابر في الحشمة، وإقامة الحرمة، وكتب خطا منسوبا عند أهل الكتابة، وتفرد في قراءة المحراب والخطابة، وله نظم بديع رائق، ونثر حسن فائق، وكان له جوابات في الحال مسكته، منها أنه لما توفي والده قال له الأمير سيف الدين قرمشي الحاجب بصفد، وكان من أصحاب الشيخ تقي الدين بن تيمية، ويقول بتلك المسائل المعروفة، ويكره الشيخ نجم الدين، أشعري الاعتقاد، ومولانا كمال الدين:
ايش خلف الشيخ نجم الدين من كتب أرسطو؟ فقال: تأسيس التقديس، فخجل قرمشي خجلا عظيما، فقال له قاضي القضاة شرف الدين: الذنب لك وهذا فهو ابن نجم الدين، ثم إن الخطيب كمال الدين لزم طريقة حسنة في جمع خاطره، والإقبال على شأنه إلى أن مات في رابع عشر جمادى الآخرة، سنة اثنتان وخمسون سنة وخمسة أشهر، مات فجأة كوالده صلى الصبح بالناس، ثم دخل إلى بيته فمات، استسقى بالمسلمين في شهر ذي القعدة سنة احدى وأربعين، وهو الحادي والعشرون من نيسان، فحصلت الإجابة في الحال، ونزل المطر علينا،، ونحن بالمصلى، فلما خرجنا قال: والله لما صعدت المنبر، ونظرت إلى
صفحہ 215