تاریخ قسطنطنیہ
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
اصناف
وهو التبغ، ويعرف عند الأتراك وفي بر الشام بالتتن، ومعناه بالتركية دخان، وعند أهل مصر بالدخان أيضا، وأهل السودان الشرقي يسمونه التابا. زعم قوم أنه من الهند، وآخرون أنه من مكسيكو، وبعضهم يقول إنه من جزيرة توباغو أو تباك، وكان اكتشافه فيها سنة 1560ب.م، وهي جزيرة كائنة في بحر الجزائر الواقع بين أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية؛ ومن ثم قد تلقب بهذا الاسم، وهذه الجزيرة قد اكتشفها خريستوفورس كولومبوس سنة 1498ب.م، وهي الآن تختص بالإنكليز، وبعضهم يقول إن التبغ من مدينة توباسكو في خليج فلوريدا، وقرر أيضا المؤرخون أن التبغ منسوب إلى يوحنا نيكوت سفير فرنسا حينئذ في مملكة البورتغال، وجلب هذا النبات إلى فرنسا من مدينة ليسبون عاصمة البورتغال، وذلك سنة 1560ب.م.
الدراهم:
الدرهم والدرهام، والدرهم خمسون دانقا، وبه سميت القطعة المضروبة من الفضة للمعاملة؛ لأنها درهم من الفضة، كما أن الدينار مثقال من الذهب، ولذلك كانوا يتداولونها في الأخذ والعطاء بالوزن، وقيل درم بالفارسية معرب درخمي باليونانية، وتطلق الدراهم عند المولدين على النقود مطلقا، ثم إن أهل قرطجنة كان عندهم نوع من مسكوك الجلد، ويحتمل كونه من الورق الجاري استعماله في البنوك مكان الدراهم، واستمر التعامل به حتى القرن الثالث عشر، وفي ذلك الوقت غيروه وجعلوه من قشر شجر التوت على شكل مدور ورسموا عليه سكة الملك المالك حينئذ، وليس من دليل على أن اليهود كانوا يتعاملون بالمسكوكات المضروبة حتى سنة 144ق.م في زمن المكابيين، وكان اليهود يتعاملون عدا المسكوكات التي كانت جارية بالماس كدراهم؛ أي بالماس الذي كانوا يتحلون به، وعند مس الحاجة إليه كانوا يتعاملون به.
وفي بلاد الإنكليز سنة 1066ب.م كان يوجد ضربان من المسكوك، وهما: مسكوك حي، ومسكوك ميت، فالأول هو العبيد والماشية التي كانت تنقل مع الأرض؛ أي تصير تحت تصرف المالك، والثاني هو المعدن، وعلى ما في التوراة في (سفر التكوين ص23) أن سارة زوجة إبراهيم غب أن ماتت اشترى إبراهيم من عبرون - أو عفرون - أرضا لدفنها فيها، ووزن لعفرون الفضة التي كان يدعوها على السماع أربعمائة شاقل أو مثقال من الفضة بالتعامل الدارج عند التجار، فيستفاد من ذلك أن المسكوكات في ذلك الحين لم تؤخذ بالعد؛ بل بالوزن، وذلك المسكوك كان قطعا من فضة مقطوعة على أوزان معلومة كالشاقل وما أشبه، لكنها ليست بمضروبة. قال هيرودوتس في كلامه عن أهل ليديا إنهم أول شعب ضربوا النقود، ولكن قد اتضح بأن ذلك غلط، وأن أهالي إيجينا في زمن فيدون ملك أرغوس أول من اخترعه سنة 895ق.م، وفي زمن الرومان سنة 578ق.م بمدة تملك سارفيوس توليوس أحد ملوك الرومان كانوا يستعملون مسكوكات النحاس عليها صور مواش، وما استعملوا المسكوكات الفضية حتى سنة 281ق.م، ولا الذهبية حتى سنة 207ق.م. ثم أخذ الرومان بعد ذلك في القرن الثاني ب.م يضربون دراهم مختلفة ... إلخ. ثم تطرق من بلاد اليونانيين إلى بلاد الفرس والعرب وغيرها، فاستعملت في بلاد الإنكليز سنة 560ب.م، وامتدت إلى أوروبا، ولا محل لذكر تواريخ امتدادها إلى كل مملكة. انتهى.
دمشق:
وتدعى الشام أو الشأم. قيل إنها بلاد عن مشأمة القبلة، سميت به لذلك أو لأن قوما من بني كنعان تشاءموا إليها؛ أي تياسروا، أو سميت بسام بن نوح فإنه بالشين بالسريانية أو لأن أرضها شامات بيض وحمر وسود، وهذه المدينة محسوبة من أقدم مدن العالم، انظر (تكوين ص14 ع15) على علو من سطح البحر مقدار ألفين وثلاثمائة وأربع وأربعين قدما، وإطارها ثمانية أميال، وكما يقول بعض المؤرخين إن هذه المدينة القديمة قد بناها عوص بن أرام من نسل نوح، وهي مذكورة في تاريخ إبراهيم، وأنها كانت مركزا أو مقرا لملوك سورية مدة ثلاثة قرون، وأن بناءها هو من أربعة آلاف وإحدى وعشرين سنة، وقول بعضهم إن دمشق سميت ببانيها دمشاق بن كنعان أو دامشقيوس. ثم في ألف وأربعمائة من هذه السنين المذكورة كانت مستقلة، وأن ملوك بابل وفارس استولوا عليها مدة أربعة قرون، ثم افتتحها اليونان الذين استولوا عليها مدة قرنين ونصف، والرومان استولوا عليها مدة سبعة قرون، والعرب استولوا عليها مدة أربعة قرون ونصف، ثم في سنة 333ق.م استولى عليها إسكندر الكبير، وفي سنة 540ب.م ألم بها الفرس فأخربوها، وفي سنة 634ب.م حاصرها قبائل العرب بأمر الخليفة عبد الله بن عثمان بن أبي قحافة المعروف بأبي بكر الصديق، وطردوا عساكر قيصر منها، وصارت كرسي الخلافة، وفي سنة 660ب.م ابتدأت خلافة بني أمية فيها الذين تولوا فيها أكثر من تسعين سنة، وحين سقوطهم خلفهم العباسيون وجعلوا بغداد تخت الخلافة، وفي سنة 705ب.م تسمى جامع الأموي فيها، وفي سنة 1153ب.م حاصرها الصليبيون.
ولما تسنت الولاية للفاطميين عادت هذه المدينة تحت تسلط هؤلاء الخلفاء المصريين، على أنها لم تلبث بعده معهم حتى أخذها منهم عنوة الأتراك السلجوقيون، وبمدة السلجوقيين حاصرها عبثا لويس السابع الفرنساوي وكونراد الثالث الجرماني اللذين كانا مع الصليبيين وذلك سنة 1148ب.م، وفي سنة 1388ب.م حاصرها الملك الظاهر، ثم وفي أول القرن الخامس عشر ب.م أخذها تمرلنك، وقال بعضهم إنه دكها سنة 1400ب.م، وقد رمم ما تعطل فيها المماليك حين توليهم على سورية، لكن أخذها منهم السلطان سليم الأول سنة 1516 أو 1517ب.م؛ إذ صارت حينئذ قسما من مملكة الدولة العلية، وفي سنة 1832ب.م استولى عليها إبراهيم باشا وأتبعها لإيالة مصر، لكن ما لبثت أن استرجعتها الدولة العلية سنة 1840ب.م، وفي الثالث من شهر كانون الثاني سنة 1859ب.م ابتدى بفتح طريق المركبات أو الكروسات من بيروت إليها، ومسافة طول هذه الطريق سبعون ميلا. أما طول جامع الأموي في هذه المدينة ذو الثلاث مآذن، فهو خمسمائة قدم، وعرضه ثلاثمائة قدم، وطول القلعة فيها ثمانمائة قدم، وعرضها ستمائة قدم، وحقق بعضهم أن طول الجامع المشار إليه بالذراع الإسلامبولي هو مئتان وأربع وعشرون ذراعا، وعرضه مائة وسبع وثلاثون ذراعا، وذلك بعد الضبط والاختبار. أما طول جامع عبد الملك فيها فهو ستمائة وخمسون قدما، وعرضه مائة وخمسون قدما، وقيل إن في سنة 1841ب.م بلغ عدد سكان هذه المدينة 120000 نفس، وسنة 1852ب.م 150000 نفس، وسنة 1862ب.م 160000 نفس.
الدم:
سائل أحمر يسري في عروق الحيوان، وهو أصل الأخلاط وقوام الحياة، وأول من عرف دورانه في جسم الإنسان إنما هو وليم هارفي فيلسوف إنكليزي مشهور سنة 1598ب.م، وكان شابا في سن عشرين سنة، ولخوفه من الناس لم يعلن معرفته هذا الأمر حتى مضى عليه ثلاثون سنة، فيكون إذا سنة 1628ب.م، وبعضهم قال سنة 1619، لكن الأصح كما ذكرنا.
الدهر أو التاريخ:
نامعلوم صفحہ