تاریخ قسطنطنیہ
التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية
اصناف
في الأصل تطلق على بلد الفلسطينيين، وعلى ما يظن أنها تمتد من بلدة تدعى العريش إلى يافا مسافة نحو سبعين ميلا، وعرضها من بحر الروم إلى مسافة نحو عشرة أميال شرقا، وطول فلسطين من دان إلى بئر سبع مائة وثمانون ميلا، وفي سنة 721ق.م أخربها الأثوريون، وفتح اليهودية حينئذ الملك بختنصر، ثم تولاها الكلدانيون وأهل مادي وفارس، إلى أن تغلب عليهم الملك إسكندر الكبير، وحين تقسيم تلك الأراضي الواسعة التي كان مسلطا عليها الملك إسكندر المشار إليه، وفي عصره صارت فلسطين تحت تسلط السوريين والمصريين إلى سنة 130ق.م، وفي سنة 71ب.م في زمن قوة الرومان وسطوتهم في فلسطين وسورية إذ كانت سياستهم ثابتة ومن الصعب أن يقاومها شعب أو تستدرك عليها أمة نظير أمة اليهود في ذلك الزمان، وقد عصى اليهود حينئذ الأمر الذي أوغر صدور الرومان جدا من أن رعاياهم تعصاهم، ناهيك بأنها كانت تحتقرهم أيضا؛ فصمم حينئذ الرومان على أن يعاقبوا اليهود عقابا شديدا، بحيث يبيدونهم عن آخرهم، وغب حصار طويل هائل قد أهلك الرومان منهم مليونا ومائة ألف نفس بالجوع والنار والسيف، وأخذ طيطس ابن الملك فاسباسيان الروماني منهم مائة ألف أسير بيع منها سبعة وتسعون ألفا عبيدا، ما عدا جموعا لا تحصى هلكت في أماكن أخرى في اليهودية، وحقق الرواة أن جملة من قتلوا في مدة هذه الحرب كانت ألف ألف وأربعمائة واثنين وستين ألفا، وفي سنة 636ب.م أخربها العرب تحت راية عمر، وفي سنة 638ب.م استولى عليها الإسلام، وقال المؤرخون: إن في عصر موسى النبي كان عدد رجال القتال في فلسطين يزيد على نصف مليون نفس، لكن بموجب الطريقة الاعتيادية بتخمين جميع النفوس بما فيه رجال القتال، فيبلغ إذا مما ينوف على مليونين وخمسمائة ألف نفس كما يشهد يوسيفوس المؤرخ بقوله إن في زمن طيطس كان في إقليم الجليل وحده مائة ألف مقاتل.
الفلك:
علم الفلك علم يبحث فيه عن أحوال الأجرام العلوية. أما أصله فمجهول، لكن قبل فيثاغوروس الفيلسوف لم يكن منه إلا بعض فوائد متفرقة منثورة، وهذا الفيلسوف العظيم عرف دورة الأرض اليومية على محورها وحركتها السنوية حول الشمس، ثم قاس النجوم السيارة ذوات الذنب على الطريقة الشمسية وذلك سنة 140ق.م، وبطلومي الفلكي المشهور من مدرسة الإسكندرية رتب قاعدة مطردة استصوبها جميع القبائل، وناقض فيثاغوروس في أن الأرض واقعة في مركز العالم، وأن جميع الكواكب تدور حولها، ثم في القرن الخامس عشر ب.م خطأ كوبرنيكوس البروسياني الفلكي المشهور رأي بطلومي وعول في المعرفة الفلكية على رأي فيثاغوروس.
فلسفة:
الفلسفة لفظة يونانية مركبة في الأصل من فيليا - أي محبة - وصوفيا - أي حكمة - فيكون تأويلها: محبة الحكمة، وتطلق في عرف المتأخرين بوجه الإجمال على بيان أسباب الأشياء المادية وغير المادية أو ذكر الأشياء مع أسبابها، وقال في التعريفات: هي في اصطلاح الصوفية التشبه بالإله حسب الطاقة البشرية لتحصيل السعادة الأبدية، وقد يراد بالفلسفة التأنق في المسائل العلمية والتفنن فيها، ومنه قول الشاعر:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
عرفت شيئا وغابت عنك أشياء
ومفسر الفلسفة سقراط، وأول من جعل الفلسفة بعد ذلك في حالة موافقة للتعليم والقانون كان بلاطو، وذلك من سنة 430 إلى سنة 347ق.م.
فينيقية:
أرض فينيقية على شاطئ بحر الروم غربي سورية، وأهلها من نسل حام بن نوح قد اختلطوا مع ذرية سام، وهي تمتد من قرب جبل الكرمل جنوبا إلى قرب مصب نهر العاصي شمالا، وكان لها مدن كثيرة عظيمة على شاطئ البحر منها عكا والزيب ثم صور ثم الصرفند، ثم صيداء التي هي أقدم منها، ثم بيروت ثم جبيل ثم البترون ثم طرابلس ثم روعد ثم اللاذقية، وكان فيها بنايات أخرى حصينة، وقال بعضهم في تعريف فينيقية إنه يراد بها السواحل الواقعة بين مصب العاصي شمالا، وجبال النصيرية وجبل لبنان شرقا، ونواحي صور جنوبا، والبحر المتوسط غربا، وفي سنة 1500ق.م فتحها سوسترس ملك مصر ونقش تاريخ افتتاحها على بعض الصخور بجانب نهر الكلب، وفي سنة 625ق.م، وقال بعضهم سنة 726 أو سنة 725ق.م أتى سنحاريب ملك الأثوريين وفتحها وحاصر صور ثلاث عشرة سنة، ونقش ملك أثور صورته وكتب أعماله أيضا على الصخور بجانب نهر الكلب، وفي سنة 600ق.م صارت تحت حكم بختنصر الثاني ملك بابل، ثم انتقلت إلى الفرس وبقيت فينيقية تحت ولاية ملوك نينوى وبابل إلى ظهور إسكندر المكدوني قبل الميلاد بثلاث مائة وأربع وثلاثين سنة، فخضعت له البلاد إلا مدينة صور، فحاصرها وملأ البحر الفاصل بينها وبين البر بأخشاب وحجارة من أنقاض صور القديمة، ثم بعد وفاة إسكندر بقيت فينيقية في حوزة خلفائه تحت ولاية مصر، وغالبا تحت ولاية ملوك أنطاكية ثم دخلت في يد الرومان، وفي سنة 65ق.م صار والي سورية وفينيقية وفلسطين من قبل الرومان، وسنة 632 أو سنة 634ب.م أتى العرب وأخضعوها تحت راية عبد الله أبي بكر الصديق، وفي سنة 1049ب.م أتى الإفرنج الصليبيون واستفتحوا جانبا عظيما منها، وفي سنة 1187ب.م طردهم الملك صلاح الدين الأيوبي، وسنة 1400ب.م غزاها تيمورلنك بجيوش التتر، وسنة 1516ب.م قدم السلطان سليم الأول لمحاربة الغوري واستولى على البلاد، وسنة 1799ب.م قدم بونابارت وحاصر عكا، وسنة 1831ب.م حاصرها إبراهيم باشا، وسنة 1840ب.م قدمت العساكر البحرية وتسلمت المدن وفتحت عكا وانهزم إبراهيم باشا، وصارت فينيقية مع بلاد سورية تحت ولاية ساكن الجنان السلطان عبد المجيد العثماني.
نامعلوم صفحہ