تاريخ القرصنة في العالم
تاريخ القرصنة في العالم
اصناف
لم يكن سميث عندئذ يمتلك شروى نقير، في اليوم التالي اقتيد السجين مخفورا بثلاثة من الضباط الإنجليز من سفينة الأدميرالية التي يرأسها السير تشارلز دولي، ليوضع على ظهر السفينة الحربية «سيبيل»، وهناك تم قيده بالأغلال، مثلما يحدث مع عتاة المجرمين، الأمر الذي أدهش سميث. بعد رحلة طويلة وصلت «سيبيل» إلى دبتفور، وأرسل سميث إلى السجن في نيوهايت، حيث كان عليه أن يمكث به إلى أن تنظر محكمة الأدميرالية في قضيته بتهمة ممارسة القرصنة.
بدأت محاكمة سميث - التي أثارت ضجة هائلة - في يوم الجمعة الموافق 20 ديسمبر 1823م في أولدبيلي. اصطف أمام المحكمة طابور طويل من الشهود، وبفضل شهادة الآنسة الجميلة الفاتنة مس صوفي نايت - خطيبة المتهم - حكم لسميث بالبراءة. أعلنت صوفي للقضاة - وهي تذرف الدموع مدرارا - أنها تنتظر عودة حبيبها سميث من أمريكا منذ ثلاث سنوات، وقد دفع اعترافها المحكمة نحو إصدار حكم البراءة.
لم يخبرنا التاريخ عما إذا كانت مس نايت المخلصة، قد تزوجت من سميث (وهو أمر غير محتمل)، أم أن سميث قد عاد إلى سيرافينا؟
قضية «باندا»
في الثاني من مارس عام 1836م أصبح المشاة، الذين كانوا يتنزهون في الشوارع المطلة على البحر لميناء بوسطن، شهودا بمحض الصدفة لحادث غير عادي!
في وقت واحد تقريبا، ومن جهتين مختلفتين، دخلت إلى الميناء سفينتان من ذوات الأشرعة الثلاثة، وبينما كانت إحداهن ترسو على الرصيف، كانت الأخرى تدخل إلى الميناء، ومن السفينة التي كانت قد رست لتوها، قفز نفر من المكسيكيين يرتدون ملابس مبتكرة، يحركون أيديهم بإشارات عنيفة، ويرفعون عقيرتهم
10
بالصياح. استطاع رئيس الميناء، الذي هرع إلى المكان أن يعرف من قصتهم المتقطعة، أن القراصنة قد هاجموهم في البحر. عندئذ دعاهم إلى مكتبه حتى يكتب بذلك محضرا رسميا، كان المشاة ينظرون بفضول شديد إلى هذا الحشد الغريب من الرجال ومعهم بعض السيدات، وهم يتسكعون في شوارع المدينة، وقد غطوا أجسادهم بالبطاطين، والملاءات، وستائر النوافذ. اتضح فيما بعد من الحكايات التي قصها هؤلاء الذين حلت بهم المصيبة، أنهم منذ ثلاثة أيام مضت وقعوا ضحية للقراصنة، عند سواحل الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت سفينة البضائع المكسيكية «أجيلو» (النسر)، متجهة صوب بوسطن، وعليها - إلى جانب البضائع - عدد قليل من الركاب، من بينهم الزوجان مارتينيز، وابنتاهما، وعدد من الخدم. وبالقرب من سواحل أمريكا، وفي حوالي الخامسة ظهرا بدا أن السفينة قد دخلت إلى منطقة كثيفة الضباب، عندئذ صاح القبطان سيجوميو بضابط الحرس قائلا: أشعل النيران المميزة! لكن صوتا غريبا على ظهر السفينة أجابه: لا داعي ألبتة! إننا نراك جيدا مع ذلك. هنا أدرك القبطان - وقد أصابه الذعر - أن سفينة أخرى ذات أشرعة ثلاث تلتصق تقريبا بسفينته، وقبل أن ينجح في اتخاذ أية خطوة مع السفينة المجاورة، إذا بالسلالم تلقى منها، ويتسلقها في لمح البصر ثمانية بحارة مسلحين، ليقفزوا منها إلى ظهر «أجيلو».
أدرك القبطان سيجوميو أنه يتعامل الآن مع لصوص البحر، ولقد حاول الرجل أن يشرح لهم أن السفينة لا تحمل سوى أخشاب، لكن زعيم القراصنة «بدور خيبرت» عاجله بضربة من قبضة سيفه، فأطاح باثنين من أسنانه الأمامية. لم يهتم القراصنة بالأخشاب، لكن الذي جذب اهتمامهم هو رجل يدعى مارتينيز يرتدي ثيابا فاخرة، فجذبوه إلى سطح السفينة، وأخذوا في ضربه حتى يخبرهم أين يخفي نقوده وثروته. ظل المكسيكي يحاول إقناعهم بعدم وجود أموال لديه، لكنه بعد أن وقع في قبضة رئيس البحارة العملاق المدعو فارس، الذي وضع على رقبته سكينا حادة، اعترف أنه يملك في قمرته صندوقا حديديا، أخفى بداخله ثلاثين ألف دولار. كانت سعادة القراصنة لا توصف عندما سمعوا هذا الرقم الهائل، وعلى الفور أمر خيبرت بدفع برميل من الروم ليبدأ الجميع حفل الشراب.
نامعلوم صفحہ