153

تاريخ نور سافر

النور السافر عن أخبار القرن العاشر

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٥

پبلشر کا مقام

بيروت

الأقدس قطّ لَا مليت وَلَا مل يَعْنِي أَن سر يُحِبهُمْ ظهر فِي يحبونه وَأمر يحبونه ظهر فِي من يُحِبهُمْ فَمِنْهُ إِلَيْهِم وَمِنْهُم اليه فَالْكل مِنْهُ واليه يرجع الْأَمر كُله فاعبده عبودية الإضطرار وتوكل عَلَيْهِ بالأختيار فهم هَذِه الاشارة من فهمها وعقلها من خلق لَهَا
قد عناه مَا عناني فَلهَذَا مَال وميل فِيهِ اشارة إِلَى الحَدِيث الْمَشْهُور وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ قَالَ ﷺ ينزل رَبنَا آخر كل لَيْلَة إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا حِين يبْقى ثلث اللَّيْل الْأُخَر فَيَقُول هَل من مُسْتَغْفِر فَاغْفِر لَهُ هَل من تائب فأتوب عَلَيْهِ هَل من سَائل فاعطيه وَهنا النُّزُول نزُول لطف وَرَحْمَة وَعطف ونعمة فنبه قلب من أيقظه واعتنى بِهِ فميله إِلَيْهِ فَاسْتَيْقَظَ من نوم الْغَفْلَة لما ميله هَذَا النداء الرحماني الرباني من حَضْرَة الأسم اللَّطِيف الرؤوف العطوف وَاعْلَم أَن الْمحبَّة إِذا صحت قَامَت بالمحب والمحبوب فَيَعُود الْمُحب محبوبًا والمحبوب محبًا والمريد مرَادا وَالْمرَاد مرِيدا فَلهَذَا قَالَ الشَّيْخ قد عناه مَا عناني أَي قَامَ بِهِ من وصف الْمحبَّة مَا قَامَ بِي مِنْهَا وَقد أَشَارَ إِلَيْهِ الاستاذ القطب الْغَوْث الْفَرد الْجَامِع الشَّيْخ نَاصِر الدّين ابْن عبد الدَّائِم الْأنْصَارِيّ الشاذلي الشهير بِابْن بنت المليلق ﵁ فِي قصيدته الشهيرة الموسومة بِحَال السلوك فِي قَوْله ... أَن المريد مُرَاد والمحب هُوَ المحبوب ... فاستمل هَذَا من أَمَالِيهِ ...
فَلهَذَا يتنزل المحبوب من مقَام عزته وجماله غلى مقَام اللطف والعطف بالمحب الصَّادِق
قَالَ الشَّيْخ نفع الله بِهِ فَلهَذَا مَال وميل مَال إِلَى الْمُحب باللطف والعطف فميله فَنَهَضَ بِهِ من رقدة غفلته وانعشه من سجن شَهْوَته فبادر إِلَى بَاب محبوبه واسرع إِلَى فنَاء مَطْلُوبه فيا لَهَا من رَجْعَة مَا أحلاها وَمن نجعة مَا أصفاها فَلَمَّا صحت المنازلة وكملت المواصلة وَصَارَ كل وَاحِد محبًا ومحبوبًا محبًا من وَجه ومحبوبًا من وَجه شرع الشَّيْخ فِيهِ بالتمييز بِلِسَان الْبَيَان متجاهلًا بِلِسَان من لم يعلم هُوَ يعلم فَنَادَى بِأَصْحَابِهِ وأترابه من أهل الْمعَانِي والمعارف يعجبهم على هَذَا الْمَعْنى الَّذِي ظهر بسر الِاتِّحَاد وتميز فِيهِ الْوُجُود من الايجاد فَقَالَ فلمه يَا أهل الْمعَانِي أَنا مُعْجم أَي مُقَيّد بالنقطة الَّتِي اعجمت وجودي

1 / 157