تاريخ نابوليون بونابرت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
اصناف
أما أوائل أيام سنة 1803 فقد وسمت بتنظيم جديد في مجلس العلماء الوطني قسم إلى أربع طبقات؛ الأولى: العلوم، الثانية: اللغة والأدب، الثالثة: التاريخ والأدب القديم، والرابعة: الفنون الجميلة. واجتزأ هذا الترتيب العلوم السياسية من مجلس العلماء. وأسس القنصل الأول في ذلك العهد تأسيسات مختلفة ذات أهمية كبرى منها المدرسة العسكرية في فونتينبلو، ومدرسة الصناعة والفنون في كومبياني. وأراد أيضا أن يضيف إلى لقبي قاهر الممالك الأوروبية ومسكن الجمهورية الفرنسية لقب وسيط المعاهدة الهلفتيكية
2
فأعطى سويسرا تنظيما جديدا ختم المنازعات التي قامت بها الأقاليم القديمة. عند هذا تم لتسع عشرة دولة أن تؤلف الهلفتي الجديدة تحت حماية فرنسا، فوجه إليها بونابرت نداء نقتطف منه ما يلي: «ما من رجل عاقل لا يرى إلا التوسط الذي أقوم به هو للهلفتي من حسنات الحكمة التي سهرت في وسط تلك الانقلابات على حياة أمتكم واستقلالها، وأن هذا التوسط إنما هو الوسيلة الوحيدة الباقية لكم لإنقاذ تلك الحياة وذلك الاستقلال.»
كانت الدواوين الأجنبية تنظر بغيظ ممزوج بنكاية إلى النفوذ العجيب والتفوق العام اللذين اتخذتهما فرنسا ورئيسها الفتى في مسائل أوروبا جميعها، وكان الصلح محتملا بفارغ صبر خصوصا في مجلس سن جمس في لوندن، حيث ألفت الأريستوقراطية الأوروبية كثيرا من الأحزاب ضد الجمهورية الفرنسية. كيف يستطيع رجال الدولة الذين هللوا لمنشور برونسويك
3
أن يتحملوا، والسلاح على أذرعهم، مشهد عظمة شعب كانوا في الماضي يتوقعون أن يلقوه إلى جنودهم غنيمة باردة. عند هذا شرع الكتبة يحملون على الجمهورية الفرنسية حملات عنيفة فلم يجب بونابرت أولا بسوى هذه الكلمة التي نشرها في المونيتور:
4 «إن بعضا من الصحفيين الإنكليز باقون فريسة للفتن، وإن جميع الأسطر التي ينشرونها إنما هي أسطر من دم. إنهم ينادون الحرب الأهلية بأصوات مرتفعة، ويحاولون إضرامها في قلب الأمة الغربية الهادئة.
إنه من الأهون على أمواج المحيط أن تقتلع الصخرة التي تعقل غضبها منذ أربعين قرنا من أن تضرم الأحزاب المعادية أوروبا والبشر الحرب وغضبها في وسط الغرب، ولا سيما أن تشحب كوكب الشعب الفرنسي.»
ثم نشر بونابرت في الجريدة الرسمية ما يلي: «إن «التيمس» التي يقال إنها تحت مراقبة الوزارة تنشر شتائم فظيعة ضد فرنسا ... وإنها تعزو إلى الحكومة الفرنسية كل ما تستطيع المخيلة أن تتصوره من ضروب الحطة والدناءة واللؤم، ما هو غرضها؟ ... ومن يدفعها؟ ...
وهناك جريدة أخرى يديرها بعض المهاجرين الأشقياء، وهم بقية فاسدة، لا وطن لهم ولا شرف، يحملون لطخة جرائم لا يستطيع أي عفو كان أن يغسلها، تزيد أيضا على تهجم «التيمس».
نامعلوم صفحہ