تاريخ نابوليون بونابرت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
اصناف
أرسل ماسينا بعضا من الجنود إلى أجنحة العدو ليؤخروا سيرها، فعندما وصلت الفرقة الأولى إلى لونادو قهرت العدو، وأتيح للفرقة الخامسة عشرة أن تسترجع مدافعنا المأخوذة.
وما هي إلا فترة حتى كان العدو مشتتا تشتيتا عظيما، إلا أنه حاول أن يلجأ إلى المنسيو، فأمرت معاوني قائد الجند جونو بأن يستلم رئاسة قوادي ويطارد العدو ويقهره في ديزانزانو بأسرع ما يكون، فالتقى بالكولونيل باندير مع قسم من فرقته، إلا أن جونو الذي لم تكن غايته الهجوم من الوراء، عمل دورة من جهة اليمين، فجابه الفرقة، وجرح الكولونيل الذي كان بوده أن يأخذه أسيرا، وبعد أن قتل بيده ستة جنود، هوى في إحدى الحفر مصابا بست طعنات يقال: إنها غير خطرة.
كان العدو لاجئا إلى سالو؛ وبما أن سالو كانت بيدنا، قدر لنا أن نأسر تلك الفرقة التائهة في مطارح الجبال، في ذلك الوقت، زحف أوجرو إلى كاستيكليون واستولى عليها، لقد صرف النهار كله في شهر الحروب ضد قوات كانت تضاعف قواته، حتى أتيح له أن يقهر العدو قهرا تاما.
خسر العدو في ذلك النهار عشرين مدفعا، ألفين أو ثلاثة آلاف رجل بين قتيل وجريح، وأربعة آلاف أسير بينهم ثلاثة قواد ...
بقي ورمسر، طوال اليوم السابع عشر، يجمع بقايا جيشه، ويخرج من مانتو كل ما كان يستطيع إخراجه، ويعد بقايا ذلك الجيش للحرب في مطارح السهل بين قرية سكانيللو حيث عضد ميمنته والشييزا حيث عضد ميسرته.
لم يكن موقف إيطاليا قد بت بعد، فجمع فرقة خيالة من خمسة وعشرين ألف رجل، وخيل إليه أنه يستطيع أن يهز بها القدر مرة أخرى ، أما أنا فقد أعطيت الأوامر لجمع فرق الجيش كلها.
واتجهت بنفسي إلى لونادو لأقف على حالة الجنود الذين أستطيع أن أخرجهم منها، ولكن كم كانت دهشتي عظيمة عندما دخلت إلى هذا الوسط، فاستقبلت رسول صلح كان يحث قائد لونادو على الاستسلام، زاعما أنه كان محاطا من كل الجهات! كانت مراقب الحرس المختلفة تنبئني بأن كثيرا من الصفوف كانت تلحق بفرقة حرسنا الكبير، وأن طريق بريسيا إلى لونادو كانت مسدودة بجسر سان ماركر، فشعرت عندئذ بأن تلك الصفوف ليست سوى بقايا القسم المنشق الذي بعد أن تاه تجمع بعضه إلى بعض وأخذ يعمل على فتح طريق له.
كانت الظروف في أبعد ما يكون من التشويش، ولم يكن معي في لونادو إلا ألف ومائتا رجل تقريبا، فأحضرت رسول الصلح، وأشرت بإنزال العصابة عن عينيه، وقلت له: إنه إذا كان في توهم قائده أن يقبض على القائد العام لجيش إيطاليا فما عليه إلا أن يتقدم، وصرحت له بأنه إذا لم تلق فرقته السلاح في مدة ثماني دقائق، فلا أصفح بعد ذلك عن أحد مطلقا.
كان استغراب رسول الصلح لوجودي هنا شديدا جدا، وبعد فترة قصيرة ألقت الفرقة سلاحها، كانت محصنة بأربعة آلاف رجل ومدفعين وخمسين خيالا، وكانت قادمة من كافاردو تفتش عن مخرج تهرب منه، لم يقدر لها في الصباح أن تنفذ من سالو، فعالجت ذلك من لونادو.
في اليوم الثامن عشر، عند مطلع النهار، وجدنا أنفسنا مهيئين، إلا أنه صارت الساعة السادسة ولم تبد حركة بعد، فأشرت إلى الجيش بأن يعمل حركة تقهقر ليجذب العدو إلينا، في حين كان القائد سيروريه الذي كنت بانتظاره على أحر من الجمر، قادما من ماركاريو وقد حول إلينا ميسرة ورمسر كلها، فهذه الحركة حققت النتيجة التي كنا نتوقعها.
نامعلوم صفحہ